منتديات الحرية والتقدم
مرحبا بكم في بيتكم سعدنا بحضوركم ويكون سرورنا أكبر لو تكرمتم بمرافقتنا في هذا الفضاء الذي يمكنه الرقي والازدهار بمساهماتكم
منتديات الحرية والتقدم
مرحبا بكم في بيتكم سعدنا بحضوركم ويكون سرورنا أكبر لو تكرمتم بمرافقتنا في هذا الفضاء الذي يمكنه الرقي والازدهار بمساهماتكم
منتديات الحرية والتقدم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الحرية والتقدم

هذه المنتديات فضاء حر جاد للمساهمات الفكرية ولمختلف أشكال التعبير ذات الاهتمام بموضوع الحرية وارتباطه بالتقدم والرقي في ظروف إنسانية كريمة متنامية ومتواترة الازدهار دون هوادة *** لا يعبر ما ينشر في المنتديات بالضرورة عن موقف الإدارة وهي ليست مسؤولة عنه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

النظام العالمي الجديد يبرز بسرعة إلى الوجود

الشرق المتكون من روسيا القوة العسكرية الأولى في العالم ... الصين القوة الأولى الاقتصادية والتجارية حاليا .. النمور الآسيوية المتوثبة الصاعدة بسرعة ... مجموعة البريكس بصفة عامة ... أطراف أخرى متعاونة

 

 بن خدّة اُستقبل ببرودة في غارديماو بعد الانقلاب على الحكومة المؤقتة 3

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد المالك حمروش
المدير العام
المدير العام
عبد المالك حمروش


عدد المساهمات : 2175
تاريخ التسجيل : 10/06/2011
الموقع : منتدبات الحرية والتقدم

بن خدّة اُستقبل ببرودة في غارديماو بعد الانقلاب على الحكومة المؤقتة      3 Empty
مُساهمةموضوع: بن خدّة اُستقبل ببرودة في غارديماو بعد الانقلاب على الحكومة المؤقتة 3   بن خدّة اُستقبل ببرودة في غارديماو بعد الانقلاب على الحكومة المؤقتة      3 Emptyالأربعاء يناير 29, 2014 2:25 pm



الحقوقي والمجاهد حسين زهوان لـ"الشروق" / الحلقة الثالثة

بن خدّة اُستقبل ببرودة في غارديماو بعد الانقلاب على الحكومة المؤقتة


حاوره: بلقاسم عجاج


2014/01/19



[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
الحقوقي والمجاهد حسين زهوان



حركة الضباط الأحرار سببها عزوف أولحاج عن دعم قيادة الأركان

تشاجرتُ مع علي منجلي وكاد أن يحيلني على المحكمة العسكرية



يروي الحقوقي والمحافظ السياسي في الولاية الثالثة، حسين زهوان، أطوار مغامرته أثناء سفره إلى الخارج متجها إلى مركز غارديماو بتونس حيث كانت تتواجد قيادة الأركان عقب اشتداد الحصار على الولاية الثالثة.

كما يروي زهوان، في الحلقة الثالثة من حواره المطول مع "الشروق" تفاصيل الوقائع في غاريدماو وكيف انقلبت قيادة الأركان على يوسف بن خدة، وخلاف قائد الولاية أولحاج مع "الضباط الأحرار"، وصدامه مع علي منجلي بسبب التقرير عن الأوضاع في جبهة القتال .



كيف تميزت قيادة أمحنّد أولحاج؟

كان برتبة رائد ثم أصبح عقيدا بعد توليه المسؤولية، وانتهج نظام الفردية تلقائيا بعد صعوبة الاتصالات، للمواجهة وقيادة النظام في الكازمات تحت الأرض، ودخلت النساء في المعركة بمهام لم تتولّها المرأة من قبل لضمان الاتصالات، وعملت المرأة في مهمة الاستخبار والتواصل لكسر الخناق الذي فرضه المستعمر على جيش التحرير.

وفي أواخر 1959، برزت أزمة ما يسمى حركة "الضباط اليقظين" أو "ليفيجيلون" ثم تحوّلت إلى حركة "الضباط الأحرار" في أفريل 1960، وقام بها بعض الضباط بعد إحكام مخطط شال سيطرته على الحدود.

أمام هذا الوضع تمرد بعض الضباط وقالوا لمحند أولحاج "لستَ في مستوى القيادة"، ولم يحدث رد فعل من الولايات ولا حتى من جيش الخارج بعدما شدّد علينا العدو الخناق، ووقع الصدام ولم يعترفوا بسلطة أولحاج ووقعت أزمة داخلية، ووصلنا تقريبا إلى المواجهة في وسط نار العدو، وكنت في منطقة "سيد علي بوناب" بين المنطقة الرابعة والثالثة، وبلغنا الخبر، فطلبت مني الجماعة التنقل إلى أكفادو مقر القيادة، بين ذراع الميزان إلى عزازڤة وبني يجر، والتقيت مجموعة منهم.



تقصد "الضباط الأحرار"؟

جماعة علاوة والصادق فراني وعبد القادر أوقبي، وغيرهم.. التقينا داخل الغابة، وقلت: ماذا هناك؟ وبدأت التّهم تُتداول من شخص إلى آخر، ووصلنا إلى نتيجة، وقلت لهم: "ماذا بقي؟ نتصادم ويقاتل بعضنا البعض الآخر؟ لماذا لا نحاول اللقاء والحوار؟ هكذا حصلت ردود فعل من هنا وهناك خلال الحديث، وفي النهاية وصلنا إلى اتفاق.



توصلتم إلى اتفاق في نفس اليوم؟

لا، بل بعد حوالي ثلاثة أيام، واتفقنا على لقاء أولحاج من أجل التفاهم، ومن هنا انتقلنا إلى مقر أولحاج في دوار بني يجر في إحدى الأمسيات، واحضر الكسكس وبدأت الاتهامات والتراشق، وقلنا "يا جماعة، العدو فوق رأسنا بطائراته ومروحياته"، وفي النهاية، اتفقنا على أن يلتحق كل واحد بمكان قتاله إلى غاية تراجع زحف العدو، ونعقد مؤتمرا ولائيا ونحل فيه كل الخلافات ديمقراطياً، وهكذا تم الاتفاق.



كنت ضابط اتصال.. فأنت من المفترض أن تلقى اللوم الكبير؟

لا.. أولحاج هو من له جهاز راديو واتصال مع الخارج، وفي وقت حشد العدو كل قوته، بعث أولحاج برقية إلى القيادة في الخارج، إلى أمحمدي السعيد، يقول له "كل شيء على أحسن ما يرام"، وحينها واجه ضابط الصف التقني قائد الولاية، وقال له: "لن أمرّر خبراً مثل هذا"، ووضع السماعة من أذنيه.



لماذا اعترض التقني على أمر قائد الولاية؟


قال: "نحن تحت النار، كيف نقول كل شيء على ما يرام؟"، فرد عليه أولحاج: "يا بني يجب أن لا نزعج قيادتنا في الخارج".



معناه أن قيادة الأركان لم تطلع على الوضع؟

افترقنا ورجعت إلى منطقة سيدي علي بوناب بذراع الميزان، وبعد أسبوع أو 10 أيام، سمعنا أن الأمور تكهربت من جديد بين الضباط الأحرار والقيادة الولائية، وكنت بحاجة للاتصال بقيادة الأركان في الخارج، لكن وسائل الولاية كانت في يد أولحاج.



كيف يصعب ذلك على ضابط اتصال؟


لأن وسائل الاتصال في مقر الولاية؛ أي في يد قائد الولاية أمحند أولحاج.



هل قبلتَ بالوضع؟

سعيت للاتصال بالقيادة في الخارج، وقد كان شقيقي من معارف كريم بلقاسم من زمان، والدليل أن والد كريم "الشيخ الحسين" توفي في منزل شقيقي، في أواخر 1960 وتكفل بجنازته، وكان لشقيقي اتصال مع الخارج عن طريق أحد المقيمين في إيطاليا اسمه دريج مقران.

وقبل خروج كريم سنة 1956 دخل دريج في نظام مدني للجبهة وساهم في خروج ابن كريم إلى المغرب لما تم تصعيد الأمور في العاصمة، فاستعمل أوراق تعريف ابن دريج مقران، وأصبح مقران في ايطاليا وفي تواصل مع كريم، وبهذه الطريقة أخي أحمد أوصل أخبار ما يحصل في قلب الولاية إلى القيادة، لأنني قلت له إن الأمر ليس على ما يرام ونحن في الجحيم. فكان أول رد فعل هو إرسال بعض الأموال.



وكم هو المبلغ الذي أرسله؟

حوالي 20 مليون سنتيم آنذاك، وكانت حاجتنا إلى حوالي 100 مليون سنتيم لتحريك النظام من جديد وتغطية مساعدة المدنيين واحتياجات الجيش، ثم أرسل "دريج" رسالة إلى شقيقي، يطلب منه إبلاغي بالخروج إن استطعت القيام بذلك، وفكرت جادا مع تصاعد الأزمة بالذهاب إلى الخارج.



وكيف كان المرور؟

هو طريق الانتحار، بالمشي ما بين 40 إلى 50 يوماً على الأقدام والمرور عبر خط شال الجهنمي، ففكرنا في حل آخر يكون سريا، عن طريق فرنسا.



كيف استطعت السفر إلى فرنسا؟

ساعدنا شرطيٌ مدني في صفوف الشرطة الفرنسية، وكان مع نظام الجبهة، يصنع أوراق هوية مزيفة للخروج، وخرجت بالباخرة إلى مرسيليا.



ما هو الاسم الذي خرجتَ به؟

"رومان" وهو شاب في سني.. ومنها خرجت عن طريق نيس إلى ايطاليا كسائح، ولما وصلت إليها اتصلت بالشخص المعني، ومن ثم سلكنا الطريق الرسمي باتجاه العاصمة روما، حيث توجد البعثة الرسمية للجبهة، وكان ممثلها بمثابة سفير وهو الطيب بولحروف، وكانت حينها ايطاليا لم تعترف رسمياً بعد بالحكومة المؤقتة، لكن شفهياً كانت معترفة بها بحكم وجود مكتب.

واتصل بولحروف بكريم بلقاسم الذي كان في المغرب في اجتماع رؤساء الدول الست ثم دخل طرابلس، وقال له: "فليلحق بي إلى هناك"، فاستخرج لي جواز سفر ليبي من السفارة الليبية وامتطيت طائرة إلى طرابلس مع نائب عن الجبهة اسمه آيت أعمر.



كم لبثت في ايطاليا؟

حوالي أسبوع.



كيف تم الاتصال؟

قابلت أحمد بودة وهو مناضل كبير في الحركة الوطنية، منذ سنوات طويلة، حيث تم التكفل بنا وانتظرت لمدة ثلاثة أيام، حتى وصل كريم بلقاسم إلى طرابلس، وقد تغيَّرت هيأتي وحتى كريم تغيّر، فكان يرتدي بدلة عسكرية والتقيته ببدلة رسمية في فندق "مرحبا"، وسألني عن الوالدة والعائلة والوضع في الجزائر، ثم قال: "الحق بي إلى القاهرة"، فواصلت في سيارة تابعة للنظام مع شاب يدعى الوناس، وكان هناك مقر وزارة الخارجية، ودخلت في إطار النظام الجديد وهناك قدمت تقريراً عن الولاية وقضية الزرقية "لابلويت"، في جوان 1960.



هل مكثت طويلا في مصر؟

بعد حوالي 3 أشهر، عدت إلى طرابلس يوم 11 ديسمبر 1960، تزامنا مع يوم المظاهرات الشهيرة التي غيّرت التاريخ ومنحت جرعة أكسجين قوية للثورة التحريرية وزلزلت الاستعمار الفرنسي. كان الإعلام العالمي يتحدث عنها، ثم دخلت تونس ووصلت إلى الحدود بغار ديماو، في 25 ديسمبر، وأخذت معي حقيبة كتب.



مع من كان الاتصال هناك؟

اتصلت مع قاسي، وهو مسؤول الجبهة في تونس وقابلت جماعة بومدين وعلي منجلي وبلوصيف، وغيرهم وسليمان أوفمان وزرقيني وأوتلة، ودخلت مع تلك المجموعة مرحلة أخرى في تاريخ الكفاح، بدأت مغامرة أخرى، وبقيت هناك قرابة سنة، وتحديداً11 شهرا.



ماهي أطوار تلك المغامرة؟

اشتبكتُ مع علي منجلي، حيث عندما كنت حاملا لحقيبة الكتب بقيت المجموعة تنظر إلي وكأنني رجل جاء من المريخ، وقالوا: "كيف تتجه إلى جبهة القتال وأنت محمَّل بهذه الكتب؟"، قلت لهم: "أنا حياتي مرتبطة بالكتب ولما أتوجه للقتال من جديد اتركها هناك"، ووجدت ضباطا وجنودا من الولايات الثالثة والثانية والرابعة والأولى.

بقيت هناك في خيمة، أنتظر أن تمنح لي مهمة لكنهم نسوني، وبعد مدة تعبت وبدأت ألقي دروساً على الجنود وهم كبار على كل حال، فلقنتهم الحروف الهجائية وغيرها، وطالت الأمور وبعد حوالي ثلاثة أشهر، كلهم أصبحوا يقرؤون ويكتبون أسماءهم، وذلك حتى نهاية 1961، ثم وقعت أزمة بنزرت وحالة طوارئ عند الحدود، في صائفة 1961.

وسلمت رسالة للقيادة العامة عن الوضع وقلت: "غير مقبول أن نبقى في هذه الظروف"، لكن الرسالة لم تُعجب علي منجلي الذي كان يضمن المداومة في قيادة الأركان، وقال إن الرسالة لم تعجبه ربما لم تحمل مجاملة، ثم استدعاني عن طريق مصطفى بلوصيف الذي أصبح قائد الأركان، لاحقاً، وهددني علي منجلي، وحينما دخلت رفض أن اجلس وأبقاني واقفا، وقال: "أنت كتبتَ الرسالة؟ من تحسب نفسَك؟ أنت تقدّم لنا دروساً؟" فقلت: "وضعت تقريراً عن الظروف"، فأجاب: "نحن مطلعون على الظروف ولسنا بحاجة إلى رسالتك".

وبعدها قال عني وهو يخاطب بلوصيف: "لو لم يكن من عائلة ثورية لوجَّهناه إلى المحكمة العسكرية". وواصلت في تلك الظروف تدريس الجنود.

لما وقعت أزمة بنزرت وبدأت فرنسا تهدد بالدخول إلى تونس، في هذا الجو الحربي، حدثت أزمة بين قيادة الأركان العامة والحكومة المؤقتة.



كيف حدثت هذه الأزمة؟

فرنسا أرسلت طائرة من قاعدة بوفاريك فوق الحدود يقودها طيارٌ فرنسي، وحلّقت الطائرة في مكان مكشوف به رشاشٌ كبير فأسقطها جنود جيش التحرير، بينما رمى الطيار بنفسه عن طريق المظلة، فأسره الجيش في منطقة الشمال على الحدود.

لكن بورقيبة دخل في مفاوضات مع ديغول، وحاولت تونس استرجاع قاعدة بنزرت وديغول أرسل قوة عسكرية بعدما انزعج من بورقيبة، كما أرسل قوة مظليين للدفاع عن القاعدة، وشيئا فشيئا وصلت المفاوضات إلى حل، وأعلن ديغول أن قاعدة بنزرت ليس لديها أهمية إستراتيجية، واشترط إطلاق سراح الطيار الأسير الذي سقط على ترابهم، وهنا شرع بورقيبة في الضغط على الحكومة المؤقتة لتسليم الطيار ليعيده لديغول كهدية وللتعبير عن حسن نيته.

وبدورها طلبت الحكومة المؤقتة تسليم الطيار، غير أن قيادة الأركان اعتبرت أنه أسير الجيش ولا يُسلم لأن توقيفه حصل في معركة، وتصاعدت الأزمة وألحت الحكومة المؤقتة وأعطت الأمر، فسلم الجيش الطيارَ لبورقيبة فسلمه هذا الأخير لديغول، وذلك في حدود سبتمبر 1960.



معناه أن الجيش لم يهضم عملية التسليم؟

اعتبرت قيادة الأركان تسليم أسير العدو كهدية، بمثابة إهانة لجيش التحرير، وانطلقت حركة التحسيس في الحدود على هذا الأساس.



ماهي خطوات عملية التحسيس؟

أنا أشهد أنه تم استدعاء كل ضباط الحدود ابتداءً من رتبة ملازم، وتم اللقاء في غارديماو، حيث انتقدت سياسة الحكومة المؤقتة بلهجة شديدة، وكان يقود الحملة علي منجلي وسليمان قايد، بينما بقي بومدين يتابع الوضع من بعيد.



أين كان موقع بومدين؟

كان حاضرا لكنه لم يتفوّه بأي كلمة أمام الملأ، وخُتم اللقاء بحفل في المساء ومشروبات بعدما تصاعدت اللهجة وسط الضباط ضد الحكومة المؤقتة.



هل كان هناك مشروع ما أم ولّدته الحادثة؟

المشروع كان مخططا له من قبل، بحكم أن الحكومة المؤقتة اعتبرت بورجوازية، والحادثة كانت سبباً لإشعال فتيل الأزمة.



ومن ثم بدأ التخطيطُ للإطاحة بها لاحقاً إذن؟

أظن ذلك، ففي نوفمبر 1961، عُقدت دورة اجتماع مجلس الثورة، وهذه المجموعة برفقة قايد أحمد بحكم أنهم أعضاء في مجلس الثورة، عزموا على المواجهة مع الحكومة المؤقتة لأنهم نصّبوا قيادة مؤقتة للأركان، قبل الذهاب إلى طرابلس.



قيادة خلفاً لهم!

نعم، منهم النقيب بن محمد والنقيب بن سالم والنقيب زرقيني واتجهوا إلى طرابلس، وكأن دسائس المؤامرة والخوف تحوم حولهم والشكوك تنتابهم بأن لا يعودوا سالمين، وصلوا إلى طرابلس واندلعت الاختلافات في جلسة المجلس، فبدأ تبادل التهم وفي نفس الوقت بدأت صراعات حول تغيير رئيس الحكومة فرحات عباس وإقالته، وطالت الأمور، ولم يتفقوا وخافوا على أنفسهم من التصفية فخرجوا وهربوا إلى ألمانيا.



من هم الذين هربوا؟

علي منجلي، قايد أحمد، وهواري بومدين؛ ففي هذا الصراع أحس العسكريون الثلاثة أنهم مغلوبون في خضم ذلك الصراع. وبعدها واصل المجلس أشغاله ومناوراته. ولحسابات ومساومات، تغيرت الحكومة المؤقتة ونُصِّب بن خدّة بن يوسف بدلا لفرحات عباس.



ماذا حصل مع الفارين؟

انتظروا في ألمانيا، ولما لم يحصل شيء ضدهم، دخلوا إلى تونس سريا وكان أول من دخل علي منجلي ثم عاد لغارديماو، فوجد الأمور لم تتغير فتولى منصبه مجددا، ثم رجع بومدين سريا وكأنه لم يحدث شيء، وأصبح بن خدّة رئيس الحكومة المؤقتة، وغيِّرت بعض المناصب، فعُيِّن كريم بلقاسم وزيرا للداخلية وسعد دحلب وزيرا للخارجية، وحاول بن خدّة تفقد الحدود فاستقبل ببرودة، ودون تحية وأدخل الجنودُ إلى المباني والثكنات.



وكيف تعامل بن خدّة مع الموقف؟

حينما شاهد جو الاستقبال بارداً، عاد إلى تونس وبقيت الحالة على ذلك، إلى أن قربت ساعة الذهاب إلى ايفيان، شهر مارس، ما بين هذه الفترة، طلبت العودة إلى القيادة للحصول على رخصة التنقل إلى العاصمة تونس للقيام بعملية جراحية على الأنف، فجاء الدكتور عبد الوهاب وهو بروفيسور مختص في أمراض الأنف والأذنين والحنجرة، وكان يجري لي فحصا دوريا وهو يعالج في مستشفى تونس وتابع لنظام الجبهة، فقال لي البروفيسور: تحتاج إلى عملية جراحية.

وحينما جاء للفحص في غارديماو وأمر بذهابي إلى العاصمة، وافقوا على انتقالي إلى المستشفى في تونس، وأجريتْ لي العملية، وفي نفس الوقت، كان التحضير جاريا للمفاوضات وإرسال البعثة الجزائرية إلى سويسرا. ولما خرجت من المستشفى رفضت العودة إلى الحدود وعدت إلى كريم بلقاسم، وقلت له: لن أعود إلى الحدود، وكان يحضّر لمفاوضات ايفيان، وطلبت منه تسهيل عودتي إلى الداخل برخصة سرية.

فأحضر لي كريم رخصة مرور عن طريق ألمانيا وفرنسا _ مرسيليا ثم العاصمة سريا بمساعدة نظام فدرالية فرنسا بنقلي في قعر الباخرة بمساعدة البحارة، ووصلت المرسى يوم وقف إطلاق النار، 19 مارس 1961 .



هل تعرف اسم من مررك في الباخرة؟

لا.. هو فرنسي وجماعة الجبهة كانوا أصدقاءَه. وعقب خروجي ببلكور، وجدت الوضعُ مكهرباً وفتشني عسكري ربما شبهني بمبحوث عنه من "الأقدام السوداء" فدخلت إلى حانة للتمويه والايحاء بأنني "شخص عادي"، بعدما تمردت حركة "او واس" الممثلة لنظام الجيش السري، على النظام الفرنسي كرد فعل على اتفاقيات إيفيان وحاولت إفشالها بأي وسيلة.



نعود لمضمون التقرير عن الولاية والذي أزعج قيادة الأركان؟

يشمل كل الوضع السياسي والعسكري في المنطقة والقيادة، ووصفت فيه حالة الجيش والتطورات الحاصلة بالولاية من بداية 1958 حتى آخر 1959، وكل هذه الأزمات منها "لابلويت" وتأثيرات مخطط شال والضباط الأحرار، وهو ما أزعج فعلا القيادة وأفزعها، لأنني كشفت أشياء لم يريدوا أن تُنشر.



ما كان مصير التقرير؟

قرئ التقرير وسكتت القيادة عنه وبقي الأمر هكذا ولما سألت عنه، قالوا: لقد عالجنا الأمور.



من استلم التقرير؟

كريم بلقاسم وهو عضو في اللجنة الثلاثية للحرب إلى جانب بوصوف وبن طوبال، وكان الأستاذ حربي موظفا بوزارة الخارجية واستطاع أن يتحصل على رخصة منه وحافظ على ذلك التقرير.



كيف انتهت قضية الضباط الأحرار؟

انتهت بمأساة النزاع الذي اشتعل مجددا، وبدأ الاقتتال وتوفي علاوة في اشتباك، وكذا عبد القادر أوقابيو الذي قتله صهره خلال الصدام، بأمر من النظام بقيادة أولحاج، وآخرون تم توقيفهم، وهكذا انتهت القضية.



كم هو عددهم؟

القائمة موجودة في كتاب مقران آيت مهدي.

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بن خدّة اُستقبل ببرودة في غارديماو بعد الانقلاب على الحكومة المؤقتة 3
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رداءة الصحفيين نعمة علي الحكومة؟! .. يكتبها: سعد بوعقبة
»  أعضاء الحكومة الجديدة .. الأربعاء 05 سبتمبر 2012 elkhabar
» الوزير الأول يخاطب الحكومة المغربية: "شدوا مخدراتكم ... يهديكم "
»  المسألة الأمنية ''2'' --- الدكتور أحمد بن بيتور .. رئيس الحكومة الأسبق
» تعليق سعد بوعقبة على رئيس الحكومة الجديد في الجزائر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الحرية والتقدم  :: Votre 1ère catégorie :: Votre 1er forum :: الجزائر-
انتقل الى: