منتديات الحرية والتقدم
مرحبا بكم في بيتكم سعدنا بحضوركم ويكون سرورنا أكبر لو تكرمتم بمرافقتنا في هذا الفضاء الذي يمكنه الرقي والازدهار بمساهماتكم
منتديات الحرية والتقدم
مرحبا بكم في بيتكم سعدنا بحضوركم ويكون سرورنا أكبر لو تكرمتم بمرافقتنا في هذا الفضاء الذي يمكنه الرقي والازدهار بمساهماتكم
منتديات الحرية والتقدم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الحرية والتقدم

هذه المنتديات فضاء حر جاد للمساهمات الفكرية ولمختلف أشكال التعبير ذات الاهتمام بموضوع الحرية وارتباطه بالتقدم والرقي في ظروف إنسانية كريمة متنامية ومتواترة الازدهار دون هوادة *** لا يعبر ما ينشر في المنتديات بالضرورة عن موقف الإدارة وهي ليست مسؤولة عنه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

النظام العالمي الجديد يبرز بسرعة إلى الوجود

الشرق المتكون من روسيا القوة العسكرية الأولى في العالم ... الصين القوة الأولى الاقتصادية والتجارية حاليا .. النمور الآسيوية المتوثبة الصاعدة بسرعة ... مجموعة البريكس بصفة عامة ... أطراف أخرى متعاونة

 

 الحركة الصهيونية ضغطت على دوغول لإجهاض استقلال الجزائر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد المالك حمروش
المدير العام
المدير العام
عبد المالك حمروش


عدد المساهمات : 2175
تاريخ التسجيل : 10/06/2011
الموقع : منتدبات الحرية والتقدم

الحركة الصهيونية ضغطت على دوغول لإجهاض استقلال الجزائر Empty
مُساهمةموضوع: الحركة الصهيونية ضغطت على دوغول لإجهاض استقلال الجزائر   الحركة الصهيونية ضغطت على دوغول لإجهاض استقلال الجزائر Emptyالخميس يناير 30, 2014 10:40 pm

الدكتور فوزي سعد الله لـ"الشروق" / الجزء الأول

الحركة الصهيونية ضغطت على دوغول لإجهاض استقلال الجزائر

حاوره: عبد السلام سكية


2014/01/2

[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]
الدكتور فوزي سعد الله


لا يوجد يهوديٌ واحد شارك في الثورات الشعبية ضد الفرنسيين في القرن 19


يكشف الدكتور فوزي سعد الله عن التحاق الكثير من اليهود بالقوات الفرنسية كَمُترجِمين منذ بداية التحضير للحملة العسكرية على الجزائر في 1830، قبل أن يتحولوا إلى وسطاء في مفاوضات الأمير عبد القادر والحاج أحمد باي مع المحتلين، بهدف التكسّب من الحرب بين المقاومة والقوات الفرنسية، ويؤكد الباحث في تاريخ اليهود بالجزائر في حوار مع "الشروق"، أن مواقف هؤلاء كانت مشتَّتة فيما يخصّ ثورة 1954، بين أقلية يسارية متعاطفة معها وأخرى صهيونية مناهِضة، فيما كانت البقية التي شكَّلتْ الأغلبيةَ مترددةً أو غيرَ مهتمة بتطور الأحداث.

وفي جزئية ثانية، يتحفّظ الدكتور فوزي سعد الله وفق معلومات بحوزته على كون المدير الفني للشاب مامي، وهو ميشال ليفي يهودي الأصل كما يوحي اسمه.



نريد أن نعرف بداية أهميّة الدور الذي لعبه يهود الجزائر في الحفاظ على جزء من التراث الثقافي والفني ببلادنا؟

يهود الجزائر كانوا، بكل بساطة، في غالبيتهم جزائريين، وبالتالي فقد عاشوا الحياة الجزائرية كغيرهم من باقي أهل البلاد على جميع المستويات بحلوها ومرِّها، ولم يختلفوا عن المسلمين سوى في ممارسة طقوسهم الدينية التي كانت هي الأخرى تتضمن عادات وتقاليد جزائرية بحتة.

فيما يتعلق بما يتردد عن محافظتهم على التراث الموسيقي الجزائري، يقتصر الأمر على جزء منه فقط، وهو التراث الموسيقي الحضْري الذي يتمثل بشكل عام في الغناء العربي الأندلسي بمختلف فروعه. وقد بولغ كثيرا في هذا الدور لأغراض دعائية سياسية أو تجارية.

يهود الجزائر لم يكونوا أكثر محافظةً على هذا التراث من بقية الجزائريين، وهذه المحافظة لم تتم كما يتصور البعض بشكل مُمَنْهَج ومدروس وواع، بل فقط بمجرد ممارسته التي تؤدي تلقائياً إلى استمرار وجوده في ذاكرة الناس وعدم نسيانه، وبالتالي إلى إطالة عمره، علما أن عددَ فنانيهم بشكل عام والأكْفاء بشكل خاص قليلٌ مقارنة بعدد نظرائهم المسلمين. أرجع إلى كتاب الموسيقار الباحث ألكسندر كريستيانوفيتش الذي زار الجزائر في ستينيات القرن الـ 19م مثلاً لتجد شهادات جزائريين مسلمين خبراء يقولون بذلك.

الحالات التي سعى فيها يهود بلادنا بشكل مُمَنْهَج إلى حماية هذا التراث من الاندثار معدودةٌ على غرار المجهود التعليمي الذي بذله كلٌّ من موزينو والسَّاسي وبوشعرة ويافيل. ومن بين ما فعله هذا الأخير، أيْ إيدمون ناثان يافيل (Edmond Nahan Yafil) بن "مخلوف لوبية" (1874م 1928م)، قيامُه بتدوين أشعار وموسيقى هذا التراث، حسب أسلوب مدينة الجزائر، في كتاب بالتعاون مع الفرنسي جول رواني (Jules Rouanet) وأيضا، وبشكل رئيسي وقبل كل شيء، مع شيخه الشيخ محمد بن علي سفنجة (1844م 1908م) الذي كان مصدر مادة كتاب يافيل ورُواني والخزَّان الحافظ للتراث الموسيقي حسب أسلوب مدينة الجزائر.

التحق الكثيرُ من اليهود بالقوات الفرنسية منذ بداية التحضير للحملة العسكرية على الجزائر كَمُترجِمين، وكانت هذه الوظيفة تشمل الترجمة والتبليغ عن المقاومين وتحركات القرى والقبائل الجزائرية. اليوم، تحاول أوساط صهيونية إعادة "تَعْلِيب" البعض منهم وتسويقهم على أنهم كانوا جزائريين وطنيين لعبوا دورا في حماية هوية الجزائر وثقافتها.

وإذا كان قد نبغ من بين اليهود في الجزائر عددٌ من الفنانين الممتازين والمحبوبين على غرار المْعَلَّمْ مَقْشِيشْ والمْعَلَّمْ سَعُودْ المَدْيُونِي (1893م1942م/1943م) وبن قنون جوزيف المعروف بـ: المْعَلَّمْ زُوزُو (1885م/1888م1972م) وبْرَاهَمْ الدَّرْعِي (1879م1964م)، في وهران وتلمسان، والمْعَلَّمْ بن فَرَاشُو (بداية القرن 19م 1904م) وشاؤول دوران المعروف بـ: مُوزِينُو (1865م1928م) ومْخِيلَفْ بُوشَعْرَة ويَافِيلْ ولِيلِي العَبَّاسِي (بداية القرن 20م1972م)، في مدينة الجزائر، وأيضا رِيمُونْدْ (1912م1961م) وسِيلْفَانْ غْنَايْسِيَّة (أو غْرِينَاسْيَا وهو والد الفنان الفرنسي من أصل جزائري أنْرِيكُو مَاسْيَاسْ (1914م2005م) وآلِكْسَنْدَرْ جُودَا النَّقَّاشْ (1916م1999م) وبُوخْشِيمَة وبن كِيمُونْ، في قسنطينة وعنَّابة، وأنا شخصيا أهوى غناء من وَصَلَتْنَا تسجيلاتُهم من هذا الرعيل، فبرغم ما قدموه لهذا الفن، وهو مُحترَم ولا يمكن إنكارُه ولا جدال فيه، فإنه لا يرقى إلى ما قام به المسلمون أمثال الشيخ المنْمَّشْ (1806م1891م) الذي عاصر الدايات مصطفى باشا وعلي خوجة والداي حسين وتلميذه محمد بن علي سفنجة وقبلهما الشيخ بن سالم والحاج إبراهيم، الذي غنى للداي حسين في عدة مناسبات، والوَنَّاسْ وحمُّود بن مصطفى خلال الفترة الممتدة بين بداية القرن 18م والسنوات الأولى للقرن 20م.

وأيضا الشيخ محمد بن التفاحي (1866م أو 1870م1944م) والشيخ السعيدي (1880م1931م) والشيخ محمد بن المصابيح (1840م1910م) عبد الكريم البستانجي (1886م1940م) والشيخ عبد القادر التومي سياف (1906م2005م) والطاهر بن كرطوسة (1898م1947م) والشيخ حمو الفرقاني (1880م/1884م1971م)... هذا بالنسبة للقرنين 19م و20م، أما إذا قيَّمنا ما قاموا به في المدى الطويل على مدى قرون فإن دور اليهود في موسيقانا الحضرية يبدو أقل أهمية منه في القرنيْن المذكوريْن.

لأن غالبية الذين يتحدثون عن الدور اليهودي في هذا المجال بمبالغات ومزايدات، مقصودة أو بريئة، يستشهدون فقط بما قام به فنانون يهود منذ النصف الثاني من القرن 19 إلى غاية خمسينيات القرن الماضي، وهذه فترة قصيرة جدا من عُمْرِ التراث الموسيقي الحضري الجزائري لا يُقاس بها.



هل حقيقة أن عالمية الرَّاي متصلة باليهود على وجه التحديد؟

عالميّة موسيقى الرَّايْ مرتبطة بتعاون جزائري فرنسي قبل كل شيء خلال الثمانينيات من القرن الماضي، ولعل العقيد السّنُوسِي المدير الأسبق لرياض الفتح آنذاك أدْرَى مني بحيثيات الموضوع. تشجيع الرَّاي وتعميمُه بل وفرضُه على كل المجتمع الجزائري كان سياسةً مقصودة وواعية متعددة الأهداف، من بينها تيسير إدماج الجيل الثاني من المهاجرين الجزائريين في فرنسا بجعل هذا النوع الغنائي قاسما مشتركا يوحِّد بينهم وبين الشباب الفرنسي غير العربي الرافض أو المتحفظ من المهاجرين، وأيضا الدفع بالجزائريين نحو نموذج معيَّن من "الحداثة" الرأسمالية قبيل توديع النظام الاشتراكي والتقليص من الطبع المحافظ للمجتمع الجزائري. أما الباقي فليس سوى مجرد تفاصيل لهذه السياسة قد يتولاها يهودٌ أو غير يهود.



هل فعلا مناجير الشاب مامي من أصل يهودي؟

فيما يتعلق بالمدير الفني للشاب مامي، وهو ميشال ليفي الذي يبدو من اسمه أنه يهودي، فقد بلغتْنِي معلوماتٌ من أشخاص قريبين جدا منه، لا يمكنني تأكيدها أو نفيها، مفادها أنه ليس يهوديا، وأن "ليفي" مجرَّد لقب وليس اسمه الحقيقي...



كيف تعاملت فرنسا الاستعمارية مع يهود الجزائر، خاصة مع مرسوم أدولف كريميو؟

كان الرأي العام الأوروبي في الجزائر معادياً لمرسوم كريميو الصادر في عام 1870م، لأن غالبيتهم كانت عنصرية تكره اليهود وتحتقرهم ولم تكن تقبل بأن يصبحوا مساوين لهم. أما الإدارة والسياسيون فقد انقسموا بين مدافع شرس عن المرسوم ومعارض له بمبررات متعددة. في نهاية المطاف، مالت الكفة إلى الطرف الأول لا سيما أن المرسوم تم تمريرُه في ظروفٍ يكتنفها بعض الغموض تزامنت مع خروج فرنسا مكسورة منهزمة في حربها مع الألمان. أما المسلمون فلم يكونوا يشعرون أن معركةَ المرسوم معركتُهم بل ما كان يحزُّ في أنفسهم بعد عقود من القهر الاستعماري هو أن يتحوَّلوا بعد تجنيسِ اليهود جماعيا وبشكل آليٍّ بالجنسية الفرنسية إلى مواطنين من الدرجة الثالثة بعد الأوروبيين واليهود. وأقول من الدرجة الثالثة، لأن اليهود في ذهنية الأوروبيين بقوا دائما مواطنين من الدرجة الثانية رغم المساواة بينهم التي أقرَّها مرسوم كريميو.



يقال إن يهود الجزائر على فئتين توشابيم وميغورشيم، ما الفرق بين الطائفتين؟

التوشابيم هم اليهود الأهالي الذين وُجدوا في الجزائر منذ الفترات السابقة لتوافد يهود الأندلس اللاجئين من الاضطهاد الإسباني الكاثوليكي، أي قبل 1942م، أما الميغوراشيم فَهُم يهود الاندلس الذين طُرِدوا بعد سقوط غرناطة عام 1492م وأيضاً هؤلاء الذين كانوا يأتون إلى الجزائر بعد سقوط دويلاتهم الأندلسية السابق لانهيار غرناطة مثلما حدث عام 1391م في جزر الباليار. وقد وفد على الجزائر حينها الكثيرُ من اليهود، من بينهم الحِبْرُ إفْرَايْمْ النّْكَاوَة أو "عَنْكَاوَة" دفين تلمسان، والحِبْرُ رِيبَاشْ وزميله رَاشْبَاشْ وجُوزِيفْ بن مِنِيرْ والطبيب جَاكُوبْ قَابِيسُونْ وعائلة الَأْشَقَرْ وغيرهم... في بداية القرن 18م، التحق بهم في مدينة الجزائر يهود مدينة ليفورن الإيطالية على غرار أسرة البكري وعائلة بوشناق.



كيف تعامل اليهود مع الثورات الشعبية في الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي؟

لا أعرف اسما يهوديا واحدا كان ضمن قوات المقاومة الجزائرية خلال القرن 19م بعد دخول قوات الاحتلال مدينة الجزائر في يوم 5 جويلية 1830م باستثناء وسطاء في مفاوضات الأمير عبد القادر والحاج أحمد باي مع المحتلين كانوا يتكسَّبون من الحرب بين المقاومة والقوات الفرنسية أكثر مما كانوا يخدمون هذا الطرف أو ذاك، وكانوا يميلون لمَن يدفع أكثر مثلما هو شأن يهوذا بن دوران الوسيط بين الأمير والجنرال بيجو وبوجناح الذي كان مبعوثا للفرنسيين إلى أحمد باي. وكان كل من الأمير والباي على وعيٍ تامٍّ بهذه الحقيقة التي تعاطيا معها بواقعية لتحقيق مصالحهما.

في المقابل، التحق الكثيرُ من اليهود بالقوات الفرنسية منذ بداية التحضير للحملة العسكرية على الجزائر كَمُترجِمين، وكانت هذه الوظيفة تشمل الترجمة والتبليغ عن المقاومين وتحركات القرى والقبائل الجزائرية، وتولوا مهام الاتصال بالسكان في الأرياف وتخويفهم لإقناعهم بالاستسلام وحتى ابتزازهم ماديا لقاء وعود كاذبة أو بالأحرى الاحتيال عليهم. اليوم، تحاول أوساط صهيونية إعادة "تَعْلِيب" بعضهم وتسويقهم على أنهم كانوا جزائريين وطنيين لعبوا دورا في حماية هوية الجزائر وثقافتها مثلما يفعل كل من الإسرائيلي شموئيل موري اليهودي العراقي (اسمه الأصلي سامي مْعَلَّمْ) والبريطاني فيليب سادْغْرُوفْ بشأن آبْراهام دَانِينُوسْ، اليهودي من مدينة الجزائر، الذي كان من أوائل "مترجمي" جيش الاحتلال والذي ينسب له شموئيل موري وفيليب سادغروف مخطوطًا اعتبروه أول مسرحية عربية حديثة ظهرت عام 1847م. وقد أَطْرَبَ ذلك جزائريين تباهوا على اللبنانيين بأنهم "رواد المسرح العربي"، وذلك دون دراسة المخطوط وتمحيصه والتدقيق في أصالته... بل هناك من ذهب إلى حد نشر المسرحية في مدينة الجزائر قبل سنوات دون إشارة إلى موري وسادغروف، حسب ما بلغني من معلومات لأنني لم أطلع على هذا العمل، وكأنها غزوة من غزواتهم...

لكن حتى لا نظلم الناس، ليس كل اليهود كانوا منخرطين في خيانة الجزائر حيث أن الكثير من عامّتهم كانوا مثلما نقول اليوم "حْشِيشَة طَالْبَة مْعِيشَة" لا تريد التورط في مشاكل اعتبروها نوعاً من النزاع بين الفرنسيين والمسلمين أو مشاكل أكبر ممّا يطيقون. وحاولت شخصياتٌ من نخبهم الروحية التقليدية التمسك بالحياد مع الحرص على رفض التفرنس برفض التجنس بالجنسية الفرنسية إلى أن فًرِضَتْ عليهم قسرا وبشكل آلِيٍ وجماعي بمقتضى مرسوم كريميو لعام 1870م. وقد خضعتْ هذه النخب التقليدية لضغوط قوية من قِبل يهود فرنسا الذين بالتعاون مع الحركة الماسونية الفرنسية وفرعها الجزائري لم يدَّخروا جهدا أو مالا لفَرْنَسَتِهم لشدة احتقارهم للثقافة العربية، إذْ لم يطيقوا رؤية يهود عرب القلب والقالب. وكانت لِعملية سلخهم من ثقافتهم الأصلية تأثير على موقف المُتَفَرْنِسِين منذ جيليْن أو ثلاثة من الثورة الجزائرية واختيارهم "الوطن الأم" فرنس ا. الذينلم يتورَّطوا مع فرنسا بقوا في الجزائر بعد الاستقلال أو على الأقل بقيتْ علاقتُهم بالجزائريين المسلمين طبيعية، جيدة وحميمية إلى غاية رحيلهم على الأقل.



ما هو موقف اليهود من الثورة الجزائرية في 1954، وكم كان عددهم آنذاك؟

عدد اليهود في الجزائر في عام 1954م، كان يقدر بحوالي 130 ألف إلى 140 ألف، وأنا أستند في هذا الرقم إلى الإحصائيات التي قامت بها النازية في الجزائر في عهد حكومة فيشي وإلى الأرقام التي ذكرها الحِبْر الأعظم اليهودي في الجزائر منذ 1930م إلى غاية وفاته عام 1957م موريس آيزنبِث.

عندما فُجّرت الثورة، كانت مواقفهم مشتَّتة بين أقلية يسارية متعاطفة معها وأقلية صهيونية مناهضة، والبقية التي شكَّلتْ الأغلبيةَ كانت مترددةً أو غيرَ مهتمة بتطور الأحداث.

خضعتْ النخب التقليدية اليهودية بالجزائر لضغوط قوية من قِبل يهود فرنسا الذين بالتعاون مع الحركة الماسونية الفرنسية وفرعها الجزائري لم يدَّخروا جهدا أو مالا لفَرْنَسَتِهم لشدة احتقارهم للثقافة العربية، إذْ لم يطيقوا رؤية يهود عرب القلب والقالب. وكانت لِعملية سلخهم من ثقافتهم الأصلية تأثير على موقف المُتَفَرْنِسِين منذ جيليْن أو ثلاثة من الثورة الجزائرية واختيارهم "الوطن الأم" فرنسا.

أما الأقلية الصهيونية فقد كانت لها أجندتُها حيث أن همَّها الأول كان تهجير اليهود إلى فلسطين ومنع قيام دولة جزائرية تُعزِّز مصرَ الناصرية والتيار القومي العربي المناهِض للصهيونية. وهو ما قام به ليفي آشكول وبن غوريون إلى غاية آخر أسابيع الاحتلال لإقناع الجنرال دوغول بالعُدول عن اتفاقه مع المجاهدين الجزائريين في إيفيان.

كما أن الحركة الصهيونية أرسلت في بدايات الثورة التحريرية مبعوثَها جاك لازاروس إلى مدينة الجزائر ليؤسِّس اللجنة اليهودية الجزائرية للدراسات الاجتماعية (CJAES) التي كانت سياسيةً جدًّا برغم تظاهرها بالعكس وتولتْ مهمة الاستيلاء على تمثيل اليهود ومزاحمة النُّخب الدينية والمجالس المِلِّية اليهودية في هذا المجال لتفرض عليها تدريجيا توجها سياسيا مُتَصَهْيِنًا. لذا، عندما طَلبتْ الثورة من اليهود الالتحاقَ بها لم يعد حينها الحِبْرُ الأعظم المتردِّد المُمَثِّلَ الوحيد ليهود الجزائر كما كان في السابق، بينما بدا موقف جاك لازاروس واضحا جليا وهو أن اليهود فرنسيون ولا يمكنهم "خيانة" فرنسا.

وفي وقتٍ لاحق أجمعت النُّخب الممثِّلة لهم على الوقوف إلى جانب فرنسا بحجة أنه لا يمكن التخلي عن "أمِّهم" مثلما فعل الأديب ألْبِيرْ كَامُو. بل ذهب بعضُهم، وهم أقلية، إلى الانخراط في الاعتداءات المسلحة الإرهابية إلى جانب المنظمة المسلحة السرية (OAS) وتنفيذ اعتداءات همجية ضد الأهالي المسلمين والفرنسيين الموالين لاستقلال الجزائر، بمن فيهم يهود على غرار الشيوعي ويليام ليفي في باب الوادي في مدينة الجزائر، وضد الراغبين في الرحيل. وقامت المنظمة الإرهابية بعمليات قتلٍ عشوائي من أجل القتل فقط.

وربما كان أكثرهم همجية يهود الـ: OAS في وهران الذين كانوا يأتَمِرون بأوامر إيلي عطَّار داخل الكوموندو "دِيلْتَا" (Delta) الدموي. كما يجهل الكثير من الناس، بمن فيهم الفرنسيون، أن الجنرال إيدمون جوهو أحد الانقلابيين الفاشلين ضد الجنرال ديغول كان يُنَسِّقُ بين يهود وهران المتطرفين والمنظمة المسلحة السرية الإرهابية داخل المعبد اليهودي للمدينة قبيل استقلال الجزائر ببضعة أشهر.

في هذه الأثناء، حملت الأقلية اليسارية الشيوعية السلاح إلى جانب الثوار ومنهم من مات في ميدان الشرف، وتكفل آخرون بشبكات الإسناد والتهريب والدعاية. ومن بين هؤلاء المقاتلين والدَّاعمين الطبيب دانيال تِيمْسِيتْ صديق طالب عبد الرحمن وهنري علاق وريموندْ بيسكار الملقبة "الطَّاوس" وريموند حَنُّون الذي سقط في ميدان الشرف في عام 1956م عندما كان يهودٌ آخرون، ومسلمون أيضا، يترددون في اتخاذ موقف واضح.

يُضاف إلى هؤلاء الثوار موريس لبان الذي قُتِل في ساحة الوغى برفقة ثلاثة مسلمين وفرنسي مسيحي عام 1956م...

أما الأغلبية من اليهود فبقيت في حالة الانتظار والترقب والشلل إلى أن حانت ساعة الحسم في 1962 فرحلت غالبيتها إلى فرنسا، والبعض منها اختار إسبانيا وكندا، والبعض الآخر من الفقراء والمعدومين ذهبوا إلى إسرائيل على نفقة الحركة الصهيونية وتحت إشرافها وبالتنسيق مع سلطات الاحتلال.

وكان من بين الذين رُحِّلوا إلى إسرائيل يهود الميزاب الذين انتهى بهم المطاف في صحراء النقب في جنوب فلسطين المحتلة. وأصيب عددٌ من الذين ذهبوا إلى إسرائيل بخيبة أمل كبيرة فغادروها إلى فرنسا أو كندا، ومنهم موريس المديوني الفنان عازف البيانو الوهراني سابقا الذي استقر في مرسيليا، جنوب فرنسا، ومازال بها إلى اليوم، وكان صديق الفنان الجزائري بْلاوي الهواري خلال الخمسينيات.


[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحركة الصهيونية ضغطت على دوغول لإجهاض استقلال الجزائر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القضاء التام على الخاطفين في الجزائر
» انتهاء عملية تحرير الرهائن في الجزائر
» لا يو جد في الجزائر إلا شرعية الجيش
» لكي لا نبكي الجزائر كنساء
» هناك مليــون "مجاهد مزيّف" في الجزائر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الحرية والتقدم  :: Votre 1ère catégorie :: Votre 1er forum :: الجزائر-
انتقل الى: