منتديات الحرية والتقدم
مرحبا بكم في بيتكم سعدنا بحضوركم ويكون سرورنا أكبر لو تكرمتم بمرافقتنا في هذا الفضاء الذي يمكنه الرقي والازدهار بمساهماتكم
منتديات الحرية والتقدم
مرحبا بكم في بيتكم سعدنا بحضوركم ويكون سرورنا أكبر لو تكرمتم بمرافقتنا في هذا الفضاء الذي يمكنه الرقي والازدهار بمساهماتكم
منتديات الحرية والتقدم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الحرية والتقدم

هذه المنتديات فضاء حر جاد للمساهمات الفكرية ولمختلف أشكال التعبير ذات الاهتمام بموضوع الحرية وارتباطه بالتقدم والرقي في ظروف إنسانية كريمة متنامية ومتواترة الازدهار دون هوادة *** لا يعبر ما ينشر في المنتديات بالضرورة عن موقف الإدارة وهي ليست مسؤولة عنه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

النظام العالمي الجديد يبرز بسرعة إلى الوجود

الشرق المتكون من روسيا القوة العسكرية الأولى في العالم ... الصين القوة الأولى الاقتصادية والتجارية حاليا .. النمور الآسيوية المتوثبة الصاعدة بسرعة ... مجموعة البريكس بصفة عامة ... أطراف أخرى متعاونة

 

  الرغيف المر .. بقلم المربية سامية (الجزائر)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبد المالك حمروش
المدير العام
المدير العام
عبد المالك حمروش


عدد المساهمات : 2175
تاريخ التسجيل : 10/06/2011
الموقع : منتدبات الحرية والتقدم

	  الرغيف المر .. بقلم المربية سامية (الجزائر)	 Empty
مُساهمةموضوع: الرغيف المر .. بقلم المربية سامية (الجزائر)    	  الرغيف المر .. بقلم المربية سامية (الجزائر)	 Emptyالأحد فبراير 05, 2012 1:35 pm


الرغيف المر .. بقلم المربية سامية (الجزائر)


لقد ذكرتني قساوة برد هذه الأيام بأيام قاسية مارست فيها مهمة التدريس في قرية معزولة في عمق الهضاب..يسجل فيها البرد أقسى درجاته..فأحببت ان انقل لكم هذه الصوة لتنظروا معانات الناس مع البرد في المداشر عن قرب..

المقاومون الصغار...

كنت كلما نظرت إلى السحب الرمادية القاتمة تتربص بالأفق ينتابني شعور المقدم على معركة الله وحده يعلم مدى ضراوتها ، معارك كنت أجابه فيها البرد،،والثلج معركة أخرى ..كان الثلج يلف كوخي الصغير الوحيد بأعلى التلة فيحوّله إلى غرفة تبريد ،وكنت إدا لفحني البرد ليلا تأكدت أني سأجابه صبحا مثلجا ..
طريق موحلة ،وبرد يكتسح الأقدام تفشل الجوارب وحدها في أن تصده، برد كان يجعل القرويين يلفون أقدامهم في أكياس من بلاستيك قبل وضعها في الأحذية،خطة دفاعية كنت أستغربها بداية ، ثم ما لبثت أن طبقتها .كنت قبل خروجي ألفّ قدمي بصفحة من ورق، ثم ألبسها الجوارب و ألفها في كيس بلاستيكي،بهكذا طريقة فقط كنت أفلح في المحافظة على حرارتها ،كنت ألف رأسي بأكثر من خمار،وأصنع بطرف أحدها لثاما ..ثم أجعل حزام محفظتي يتوسط صدري من أعلى كتفي الأيمن إلى أسفل ذراعي الأيسر ، وأخبىء يدي بجيب معطف طويل يلف جسدي ...ويكتسحني البرد رغم ذلك التحصين ..
في أيام الثلج لم يكن مشهدي يختلف عن مشهد الصغار ....وتبلغ أعنف المعارك ضراوة إدا ما اتحد بالجو ثلج وريح ...
كان الصغار يصلون الواحد تلو الآخر و يتحلقون حول تلك مدفأة المازوت ، و أياديهم الصغيرة تعلوها حمرة ،كانوا يجلسون في مقاعدهم في لفافة ملابسهم..ويشق قطار الدرس طريقه عبر تضاريس البرد...
فترات الاستراحة في تلك الأيام الباردة كان الصغار يقضونها داخل القسم ، خلالها كنت أتغافل عن شخصية المعلمة والعب معهم دور الأخت الكبرى ، كنت أطلب منهم أن يحكوا لي نكتا.أو ينشدوا ...كانت نكتهم بسيطة وبريئة ، كم كانت طريقة سردهم وهم في قسم السنة الأولى تجعلني أضحك .. كانت عقولهم الصغيرة تسرد لي قصصا خيالية متعتها في لا ترابط ها الفكري ..تلك الجلسات العفوية كانت تزرع بعقولهم الرغبة في تأليف قصص ..قد وجدتها تؤسس لكتابة إنشائية في مستوى لاحق بسرد بديع؛ فقد كانت مقدرتهم السردية في السنوات التي تلت تفوق أعمارهم الزمنية وكنت على ثقة من أن تلك البراعم لو كتب لها أن تواصل الطريق فستكون أقلاما أدبية في سماء هدا الوطن الذي طالما أنجب العظماء من عدم..
وكم تعجبت ذات يوم من تلميذ كان في مستوى السنة الثالثة ينسج لي قصة خيالية اقتبسها من نص القراءة؛ حيث روى أنه صادق سحابة وطلب منها اصطحابه في رحلة ،قد عكست القصة أحلاما أكبر من عمره أوسع من محيطه القروي الضيق؛ فبعد رحلة خيالية قادته إلى غابات الأمازون والقطب الشمالي طلب من السحابة أن تأخذه إلى فلسطين ليحارب مع أطفال....
قد كان للبرد حد إيجابي تخطى كل سلبياته . البرد كان مدرسة تعلم أولئك الصغار الصبر ليقاوموا مشقة الحياة بتلك الهضاب ...قد كانت أوقاتي معهم تفتح في ذاكرتي بوابة على الطفولة،وتذكرني بطفولتي و الأيام القاسية مع برد الهضاب ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرغيف المر .. بقلم المربية سامية (الجزائر)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحلقة الثاني عشر من مسلسل الرغيف المر...الجديلة الذهبية .... بقلم رويدة الغيث..
» الحلقة السابعة من الرغيف المر .. الحمامة .. بقلم رويدة الغيث
» الرغيف المر .. الحلقة الرابعة .. قسم تنيره الشموع .. بقلم: رويدة الغيث
» الحلقة السادسة من الرغيف المر...البستان الأخضر... بقلم رويدة الغيث
» نهاية كلب خائن...الحلقة الثالثة عشر من الرغيف المر...بقلم رويدة الغيث...

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الحرية والتقدم  :: Votre 1ère catégorie :: Votre 1er forum :: التربية والتعليم والتكوين-
انتقل الى: