بين الدكتاتورية الناعمة في الجزائر والدكتاتورية المفرطة في غيرها .. بقلم عبدو المعلم

بين الدكتاتورية الناعمة في الجزائر والدكتاتورية المفرطة في غيرها .. بقلم عبدو المعلم

درس مستفاد من حوار مستور حول الثورة

الشكر موصول للأستاذ أحمد خفاجة على مساهماته النوعية والكمية أيصا ونضاله الثوري المستميت كذلك .. أما عن التململات الثورية فهي موجودة في جميع أرجاء الوطن العربي حتى في السعودية .. وأما عن الشهيد البطل البوعزيزي رحمه الله فهو رمز لإبداع سياسي غير مسبوق في التاريخ والجغرافيا فازت به تونس الخضراء وشهد لها العالم بذلك وانبهر إنها نظرية جديدة مبتكرة في التحول الديمقراطي وأساليبه العملية التطبيقية المبتكرة الذي امتلكت تونس بجدارة براءة اختراعه .. تبقى المساهمات الهامة قبلها وبعدها في سائر بلاد العرب فأمر طبيعي مما يدل على وحدة الأصل والمصير وهو ما يرعب الحلف الداخلي والخارجي المعادي لنهضة العرب .. أما إن كان لا بد من الحديث عن الذات القطرية وبشوفينية أمقتها فإن الجزائر قد قامت بهذه الثورة سنة 1988م وبالتحديد يوم 05 أكتوبر, ولو أنه لم يخطر على بال أحد أن يسميها ثورة, وعنها انبثقت التعددية الحزبية وقدر لا باس به من حرية التعبير .. غير أن القوى المهيمنة استطاعت أن تحتوي الوضع وتدجنه وتستمر في احتكار كل شيء .. لكن وحتى الآن ويوميا لو كان ما يقوم به شعب سوريا والكثير من شعوب المشرق يستوجب القتل والتنكيل والقهر لكان الشعب الجزائري قد غاب عن الوجود .. فيوميا تحدث المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات والاضرابات ولا تستدعي أي رد فعل تماما من السلطة .. ولذلك أحاول أن أفهم ما ذا يقلق السلطات في سوريا وغيرها عندما يتظاهر الناس أو يحتجون بطريقة ما؟ ولما ذا تقمعهم وتنكل بهم؟ لكني لا أجد الجواب المقنع إلا كون النظام الذي يقوم بذلك قد فاق مرتبة الاستبداد بكثير .. أظن أن الزمان قد تهيأ للتغير ولا فائدة من اعتراض سبيله لا بالقمع ولا بمحاولة إجهاض الثورات وتجديد الاستبداد وحشد المدافعين عن ذلك بمبررات كثيرة لا تقنع أحدا .. لقد دقت ساعة التغيير التاريخي كما تحب يا أستاذ احمد خفاجة فابشر .. وشكرا على كل المساهمات التي أفادتني كثيرا وتعلمت منها ما لم أكن أعلم .. تحياتي للجميع ..
كانت هذه خاتمة نقاش جرى بيني وبين أحدهم انطلاقا من نص نشره الأستاذ أحمد خفاجة منقولا عن الكاتب محمد سيف الدولة .. لكن لم أعرف لما ذا تحول ذلك الحوار من الصفحة العامة إلى المراسل الخاص؟ وما سبب ذلك التستر الذي اتضح لي في النهاية أن محاوري قصده؟ .. كان واضحا أن محاوري يدافع عما يسمونه الاستقرار في مصر كحجة ترفع لمناهضة الاحتجاجات الشعبية والثورية على استمرار النظام شبه المخلوع رأسه في الحكم ومحاولة القضاء على الثورة نهائيا بتأليب الشعب على عناصرها وملاحقتهم ومحاكمتهم عسكريا ومدنيا كما جرى منذ البداية .. واصطناع أحداث لتبرير ذلك مثل مجزرة بور سعيد وما سبقها من أعمال القتل في ماسبيرو وميدان التحرير وغيرهما .. وأخيرا حكاية الوطنية المفتعلة بفبركة حكاية التمويل الخارجي لمنظمات المجتمع المدني ولما ذا اكتشفوها الآن بالذات؟ .. وأكثر من ذلك الجحيم اليومي الذي وضعوا فيه المواطن المصري من انفلات أمني وتسليط البلطاجية عليه وارتفاع جنوني للأسعار وغيرها .. ما نبهني بشكل تعجبت له إلى التساؤل عن السبب الذي يجعل النظام العربي يعتقل من يتظاهر أو يعتصم أو يحتج عامة .. بل يقتله باستعمال كل أنواع الأسلحة ومنها الثقيلة كما حصل في ليبيا ويحصل الآن في سوريا؟ .. وتذكرت فجأة أن النظام الجزائري الذي وجدت له وصفا جديدا بالمناسبة هو النظام الناعم الاستبداد كان ومنذ ربما عقدا من الزمن وحتى الآن يعاني من احتجاجات يومية تصل أحيانا حد حرق مقرات عامة مثل البلديات والدوائر وفي بعض الأحيان يمتد التخريب إلى المحلات والأملاك الخاصىة أيضا .. وبالرغم من ذلك لم تطلق الشرطة طلقة واحدة عدا قنابل الغاز المسيل للدموع التي تستعمل في الحالات الخطيرة جدا .. ولم يخرج جندي واحد من ثكنته .. وغالبا ما يقع امتصاص الغضب عن طريق ذهاب المسؤولين للتحاور مع المحتجين وتلبية بعض مطالبهم كرفع الأجور مثلا .. وهو ما حذر منه صندوق النقد الدول مؤخرا تحت تسمية "شراء السلم الاجتماعي" .. بعد طرح هذا التساؤل بفضل التحاور مع الذي حول ذلك اللقاء إلى مراسلات داخلية لأمر يخصه اكتشفت أمرين أولهما إطلاق تسمية الدكتاتورية الناعمة على ممارسات النظام الجزائري وثانيهما إدراك أن تلك الأنظمة العربية التي تقتل المتظاهرين وتعتقلهم وتنكل بهم وتهدم مساكنهم فوق رؤوسهم إلى آخر الممارسات القمعية الشنيعة بسبب الاحتجاج بمظاهره المختلفة مطالبة بحقوق مشروعة ينبغي أن تسمى الأنظمة المفرطة الدكتاتورية أو ما فوق الديكتاتورية .. حقا ما ذا يزعجهم في احتجاجات سلمية لمتظهرين مدنيين لا حول ولا قوة لهم؟؟؟

» الزواج بين الشراكة والاتحاد .. بقلم عبدو المعلم
» أحداث اليوم وتأويلها .. إعداد وتعليق عبد عبد المالك حمروش
» قرار أمريكي روسي لحل أزمة سوريا بعقد مؤتمر دولي؟! ** عبد عبد المالك حمروش (عبدو المعلم)
» الرغيف المر .. بقلم المربية سامية (الجزائر)
» البستان الأخضر بقلم المربية سامية .. من الجزائر