منتديات الحرية والتقدم
مرحبا بكم في بيتكم سعدنا بحضوركم ويكون سرورنا أكبر لو تكرمتم بمرافقتنا في هذا الفضاء الذي يمكنه الرقي والازدهار بمساهماتكم
منتديات الحرية والتقدم
مرحبا بكم في بيتكم سعدنا بحضوركم ويكون سرورنا أكبر لو تكرمتم بمرافقتنا في هذا الفضاء الذي يمكنه الرقي والازدهار بمساهماتكم
منتديات الحرية والتقدم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الحرية والتقدم

هذه المنتديات فضاء حر جاد للمساهمات الفكرية ولمختلف أشكال التعبير ذات الاهتمام بموضوع الحرية وارتباطه بالتقدم والرقي في ظروف إنسانية كريمة متنامية ومتواترة الازدهار دون هوادة *** لا يعبر ما ينشر في المنتديات بالضرورة عن موقف الإدارة وهي ليست مسؤولة عنه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

النظام العالمي الجديد يبرز بسرعة إلى الوجود

الشرق المتكون من روسيا القوة العسكرية الأولى في العالم ... الصين القوة الأولى الاقتصادية والتجارية حاليا .. النمور الآسيوية المتوثبة الصاعدة بسرعة ... مجموعة البريكس بصفة عامة ... أطراف أخرى متعاونة

 

 الرغيف المر..يوميات مقتبسة من حياة مدرّسة في الريف الجزائري.. الحلقة التاسعة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رويدة الغيث
مشرفة
مشرفة
رويدة الغيث


عدد المساهمات : 24
تاريخ التسجيل : 06/02/2012

الرغيف المر..يوميات مقتبسة من حياة مدرّسة في الريف الجزائري.. الحلقة التاسعة  Empty
مُساهمةموضوع: الرغيف المر..يوميات مقتبسة من حياة مدرّسة في الريف الجزائري.. الحلقة التاسعة    الرغيف المر..يوميات مقتبسة من حياة مدرّسة في الريف الجزائري.. الحلقة التاسعة  Emptyالخميس أبريل 12, 2012 9:54 pm


فــــاطمـــــــــــة


وبدأت أتعرف على نساء القرية شيئا فشيا مثلما تعرفت على صغارهن.... كنت بالنسبة لهن عالما جديدا...
كنت كلما التقيتهن أجدهن يتفحصن كل حركة أقوم بها ... فضول جامح لمعرفة كل شيء عني حدّ الإحراج .. كنت إذا ما جلست بينهن أجدهن يتلمسن ألبستي..وحليتي.. يفتحن حقيبة يدي دون إذن.. يفرغن ما بداخلها.. يتفحصنه.. يقسن حذائي على أرجلهن..يقلبن يدي بين يديهن.. كنت أشفق عليهن وأعذر تصرفهن..
رجال القرية أيضا..تتبّعني نظراتهم كلما سرت بين أزقتها .. يفحصون تفاصيلي.. حتى صغارهم عادة ما أراهم يركضون وهم يتخافتون باسمي...
ومرت الأيام وبدأ أهل القرية يستأنسون وجودي..وما هي إلا فترة وجيزة حتى بدأت عروض الزواج الكل يريد المعلمة.. وبدأت مشاكل من حيث لا أحتسب.. غيرة الزوجات تتصارع مع أحلام الأزواج...
كنت أقرأ رسائل بعض الشبّاب التي عادة ما كنت أجدها أسفل باب القسم.. كنت كلما قرأت رسالة أجدني أتبسم من إنشائها البسيط..بساطة أحلامهم التي كانت لا تبتعد واقعهم المحاصر...وأتأسف عليهم..
خشيت من أن تصبح مشاعرهم عدائية نحوي .. وأنا الوحيدة في كوخي فرحت أزيّفُ للجميع أنني أم لطفلين... وحقا قطع الإعلان تلك الرسائل ..
وفي يوم من الأيام تعرفت على فاطمة ، كانت فتاة بعمري ،أحبتني كثيرا وعرفتني على عائلتها...
في أول لقاء لي معها حكت لي قصة قلبها المعذب بقرار جدتها التي رفضت زواجها من ابن جارها الفقير المدقع الذي جمعتها به قصة حب بدأت مذ طفولتهما..
كانت روحا زكية تؤنس وحدتي .. يُطرق بابي فأجدها قد حملت لي حليبا طازجا وخبزا ساخنا .. كنا عادة ما نخرج نتجول بين البساتين .. ولا تكف تحدثني عن فتاها.. وشوقها .. وما تلبث أن تفيض عينيها لقرار جدتها فتلعن الفقر..
عرفتني على الشاب ذات مساء .. فرأيت في عينيه حبا صادقا .. وابتسامة جريحة..رأيتهما يفكران في الهروب..نصحتهما بالتريث ..ولم أكن اعلم أن الأيام تخفي ما هو أعظم ألما ...
وقعا في الخطيئة.. وحملت منه.. في لحظة تناست فيها عقوبة القتل التي تنتظرها لحظة ما يُكشف أمرها...
زارتي ذات مساء.. عانقتني وبكت .. لم أعرف أن عناقها عناق وداع .. يومها نصحتها أن تهرب فلا أحد من العرش سيرحمها .. سألتها عن الشاب فأخبرتني أن داء الحمى المالطية الذي كان يجتاح الهضاب قد استشرى بجسده..
طلبت منها أن لا تمكث في الكوخ ريثما أزوره وأعود لها بأخبار...
دخلت مسكنه.. وكم كانت صدمتي بيته.. لم أكن أتصور أن حياة الناس بالقرية تنزل إلى ما تحت عتبات الفقر ...لاشيء..لا متاع..إلا بعضا من أوان لونها سواد أثر النار...أم وثلاث بنات مات عنهن الأب.
و جدت الشاب ممددا ... أصفر الوجه .. تشققت شفتاه وغارت عيناه في سواد.. دنوت منه بعدما همست له أمه أن المعلمة قد جاءت لزيارته..
ابتلع ريقه.. نطق بكلمة واحدة لم يقل غيرها: "فاطمة".. في تلك اللحظة طرق الباب بعض من أصحابه لينقلوه إلى المستشفى بالمدينة.
عدت إلى منزلي لم أجد فاطمة.. فلحقت بها.. كنت أتوقع أن أجدها في بيتها فلم أجدها في الحياة .. انتحرت ..
كان المشهد رهيبا..أصابني الذهول.. كان والدها يحملها بين ذراعيه يبكي.. وشعرها الطويل المسدول يتدفق من تحتها... العويل في كل مكان.. امتلأ منزل فاطمة بالقرويين .. الكل يبكي .. لطم ..وشق للملابس والخدود..طقوس أمام الموت كنت أقرأها فقط على صفحات كتب تروي عن عصر ما قبل الإسلام...
ماتت فاطمة في السابعة والعشرين من عمرها.. ولم يعرف سرها أحد غيري ..الكل ظنها شربت المحلول القاتل خطأ..أما الشاب فقد أصيب بصدمة نفسية يوم أفاق من مرضه وعلم أنها فارقت الحياة.. فارقه عقله و لم يعد أحد يعرف عن خبره شيئا...........




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الرغيف المر..يوميات مقتبسة من حياة مدرّسة في الريف الجزائري.. الحلقة التاسعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحلقة العاشرة من الرغيف المر...وحدة ..وفراغ...يوميات مقتبسة من واقع حياة... بقلم رويدة أبو الغيث..
» الحلقة الأولى من سلسلة الرغيف المر
» الحلقة الثانية من سلسلة الرغيف المر
» الحلقة الثالثة من سلسلة الرغيف المر
» الرغيف المر .. الحلقة الرابعة .. قسم تنيره الشموع .. بقلم: رويدة الغيث

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الحرية والتقدم  :: Votre 1ère catégorie :: Votre 1er forum :: التربية والتعليم والتكوين-
انتقل الى: