الواقع ... أسوأ.! .. يكتبها: سعد بوعقبة

الواقع ... أسوأ.!

.. يكتبها: سعد بوعقبة 30-06-2012

شيء مؤسف وبائس فعلا حين يتعرض مراقب أممي إلى الأمور السيئة في حرية التعبير في الجزائر... وأن تأتي هذه الملاحظات من المسؤول الأممي عقب إقرار الحكومة والبرلمان لقانون الإعلام الجديد في سباق الإصلاحات.
والحقيقة أن ما لم يقله الملاحظ الأممي مخيف ومفزع وكارثي، فالسلطة الجزائرية لا تمارس الضغط على الصحف ووسائل الإعلام بواسطة المطابع والإشهار الحكومي فقط... بل تمارس عمليات الفساد وإفساد الساحة الإعلامية عبر الإشهار العمومي وعبر وسائل الطباعة الحكومية!
ولنقولها بصراحة: إن العديد من الصحف المجهرية حوّلها الفساد المرتبط بالإشهار العام والطباعة العامة إلى قنوات لممارسة الفساد وتحويل المال العام لجيوب أناس وعائلات لها ارتباطاتها بالدوائر المسؤولة عن الإشهار والطباعة العامة.
الحقيقة التي لم يقلها المراقب الأممي أن السلطة في الجزائر لا تشجع الصحافة المهنية ولا تشجع المهنيين... بل تشجع إنشاء الصحف ''العشوائية'' التي تحوّل عبرها الإمكانيات المالية للقطاع إلى جيوب ''الترابنديست'' المرتبطين بدوائر الفساد المالي والسياسي في الإدارة والسلطة عموما!
إن المئة صحيفة يومية التي تتفاخر بها السلطة وتقدمها على أنها دلالة على وجود حرية التعبير في الجزائر هي في الحقيقة صحف تشبه الأحياء القصديرية التي ينشئها المحتالون حول المدن للحصول على السكن... فأصحاب الصحف ينشئون الصحف ليس لممارسة الإعلام، بل للحصول على صفحات الإشهار العمومي والطباعة في مطابع الدولة مجانا.. وتقاسم ما يحصلون عليه في هذه العمليات المشبوهة مع الذين يسهّلون لهم المهمة سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة! وقد فاحت روائح هذه العملية التي استمرت سنوات والسلطة تعرف ذلك وتغض الطرف عن الموضوع ما دام أمر هذا الفساد لا يقلق السلطة وليس فقط المال العام وحرية التعبير الحقيقية!
والآن انتقل الترابندو من حالة الصحافة المكتوبة إلى حالة السمعي البصري، وقد بدأت بواكير الفضائيات المرتبطة بالفساد والمفسدين تظهر كالفقاقيع خارج القانون!. تماما مثلما ظهرت العديد من الصحف خارج المهنية وخارج القانون وبمباركة من المفسدين؟!
الشيء نفسه حدث في المجال السياسي، فكل من يشتمّ فيه رائحة الفساد السياسي يرخّص له بإنشاء حزب سياسي... وكل من يمتهن السياسة يمنع من أي نشاط سياسي له قيمة.!
التدهور السياسي في البلاد حقيقة لا ينكرها إلا من ليس له بصيرة... والتدهور الإعلامي كارثي هو الآخر.. لأن الظاهرة الإعلامية الحرة مرتبطة بالظاهرة السياسية وجودا وعدما.. وتدهور مستوى السياسة والإعلام يجد مداه أيضا في تدهور مستوى السياسة والحكومة.. ولا تعتقد أن الجزائر في تاريخها وصلت إلى هذا المستوى الذي هي عليه الآن في رداءة كل شيء.!

جريدة الخبر اليومية الجزائرية

» ما خفي كان أعظم! .. يكتبها: سعد بوعقبة
» الكابوس..! .. يكتبها: سعد بوعقبة
» بلا ضوابط.! .. يكتبها: سعد بوعقبة
» الاهتمام بما تحت الحزام.! .. يكتبها سعد بوعقبة
» بيدي.. لا بيد بان كيمون؟! يكتبها: سعد بوعقبة