صراع ثوري مرير واعد يقتضي إعلان الثورة الثانية .. بقلم عبد المالك حمروش

صراع ثوري مرير واعد يقتضي إعلان الثورة الثانية .. بقلم عبد المالك حمروش

ما من يوم يمر إلا ويأتي معه بجحافل جديدة من جيوش الحلف المعادي للثورة العربية من الداخل والخارج .. ومع كل مطلع شمس تواجه الثورة تكالب المتكالبين بإبداعات جديدة في أشكال الكفاح والمواجهة تجعلهم منبهرين مشدوهين يرتعدون خوفا على مصالحهم السياسة والمادية المعرضة للزوال .. الأمر سيان في البلدان التي أطاحت برؤوس الأنظمة أو تلك التي لا زالت تصارعها بالكامل أو شبه ذلك كما هو وضع اليمن بمحروقه القابع في السعودية يتربص, ولا يريد التنحي إلا إذا نزعت منه الروح نهائيا .. الصراع في قمته وها هم في مصر كما في تونس يحاولون العودة إلى أساليب الاستبداد في محاولة يائسة لكتم أنفاس الثورة .. وفي ليبيا التي تشهد وضعا خاصا يبرز صراع على الحكم بين المجلس الانتقالي والثوار خاصة منهم الذين حرروا طرابلس وطردوا منها نيرون السفاح ليهيم على وجهه متشردا في الصحراء لاهثا مواصلا الصراخ عن طريق حلفائه في دمشق بأنه هنا وسيواصل الكفاح لطرد الخونة وهزم الناتو وما إلى ذلك من أوهام التيه والتمرغ على الرمال الساخنة في عز الصيف .. ومما يلاحظ من اشتداد الصراع ووضوح محاولات الردة في مصر كما في تونس ينتظر المراقبون اندلاع الثورة الثانية لحسم الصراع مع بقايا النظام البائد التي تسير المرحلة الانتقالية وقد أثبتت التجربة أنها تسعى جاهدة مدعومة بحلفائها في الداخل والخارج من أجل القضاء نهائيا على الثورة أو على الأقل إضعافها وعدم الانتقال إلى المرحلة الديمقراطية الدائمة بالبقاء في الحالة الانتقالية إلى أن تقضي نهائيا على الثورة وحتى إذا ما اضطرت إلى الانتقال فإنها تفرغه من محتواه الديمقراطي تماما أو قريبا من ذلك مما يؤشر على غباء سياسي محكم لدى السلطة الانتقالية لجهلها بطبيعة الثورة الشعبية الشبابية المستعصية عن الهزيمة والتحريف .. إنها تراقب وتقيم ثم تتخذ الإجراء المناسب ويبدو أن الوقت قد حان لاطلاق الثورة الثانية في كل من مصر وتونس للتخلص من بقايا النظام المسيرة للمرحلة الانتقالية بعد أن أثبتت التجربة استحالة التعايش بين الثورة وتلك البقايا المتؤامرة وقد أصبح الأمر قاب قوسين أو أدنى .. أما في البلدان التي لازال الصراع فيها لم يحسم حتى في مرحلته الأولى فإن الأمور ستعالج هناك بشكل جذري ولا تتركها للمرحلة الانتقالية التي سيكون تسييرها بيد الثوار دون غيرهم ذلك ان طول الصراع والاستفادة من التجارب السابقة في تونس ومصر وليبيا سيمكنهم من تجاوز الكثير من المعضلات .. يبدو من مجريات الأمور أن ساحة الحسم قد دنت وأصبحت ضرورية لتجاوز التعثر المصطنع المدبر والمبيت لتمضي الثورة في طريقها نحو إنجاز أهدافها الكبرى والتي تحتاج إلى إنجاز التحول الديمقراطي في أحسن الآجال.

» الثورة وعامل الزمن .. بقلم عبد المالك حمروش
» الثورة العربية .. هل هو المخاض العسير أو الفوضى الخلاقة؟ بقلم عبد المالك حمروش
» الثورة المصرية تؤكد الحضور وتطرد السفير .. بقلم عبد المالك حمروش
» رأي في أحداث اليوم .. بقلم عبد المالك حمروش
» في الجنس إفلاس العرب .. بقلم: عبد المالك حمروش