ما ذا يحدث في سوريا بعد مبادرة جامعة الدول العربية؟ بقلم عبد المالك حمروش؟

ما ذا يحدث في سوريا بعد مبادرة جامعة الدول العربية؟ بقلم عبد المالك حمروش؟

هل بدأ فصل المفاجآت في الوضع السوري؟ أو قل الطلاسم المحكمة الغلق؟ من دفع جامعة الدول العربية إلى طرح مبادرتها بشكل غير متوقع؟ ولما ذا رفضها النظام السوري في البداية ثم عاد إلى قبولها برمتها دون شروط؟ أما عن المبادرة بالمبادرة من هيكل إقليمي جامد متحجر لا حراك له فبدون شك يكون قد دفع دفعا من الخارج أي من الدوائر النافذة في العالم على رأسها أمريكا والكيان الصهيوني .. لكن من المؤكد أن النظام السوري نفسه يكون قد طلب المبادرة وحبك سيناريو التعامل معها بمفردها أو بالتعاون مع الجامعة وقد تشترك فيه الدوائر النافذة عالميا من وراء ستار .. لكن ما الهدف من المبادرة مهما كان مصدرها أو مصادرها الحقيقية؟ احتمالات كثيرة مطروحة أهمها في نظري: ربح الوقت وصرف أنظار العالم والمراوغة بقصد محاولة الإجهاز على الثورة بالقمع المركز الوحشي كما هو واقع في حمص وغيرها .. وتكون الأهداف مشتركة بين الأطراف السالفة الذكر ومتفق عليها بينهم أجمعين .. وينفرد النظام السوري باحتمال وجود صراع داخلي حول هذه المبادرة .. فواجهة النظام المتمثلة في الرئاسة والخارجية تكون قد وافقت مبدئيا على المبادرة لكنها فشلت في تطبيق تعهداتها أمام الرافضين للحل السلمي والمصرين على قمع الشعب حتى النهاية لأن المسألة بالنسبة إليهم جوهرية من نوع الخيار بين الحياة والموت .. لذلك يرفضون تطبيق ما تم الاتفاق عليه وهؤلاء هم العسكر وأصحاب المصالح الضخمة والمرتبطين بهؤلاء وأولئك بمعنى أن الصف السلطوي السوري يكون في معاناة شديدة بين الجانحين إلى السلم والمتمسكين بالقمع حتى يتحقق لهم النصر ولو أبادوا الجزء الأكبر من الشعب السوري .. ولا يستبعد أن يحدث شرخا كبيرا وعميقا في النظام حول هذه المسألة قد يكون قاتلا له .. يشهد على هذا التصريحات الصادرة في اليوم الأول من التطبيق الغائب للمبادرة وهي عبارة عن زيف مفضوح كقولهم أنه لم تسقط أي ضحية في ذات اليوم .. بينما وسائل الإعلام العالمية كلها تتحدث عن العديد من القتلى والجرحى ومعروف أن خلايا الإعلام الحر داخل سوريا تبث مباشر بالصوت والصورة ما يحدث بما في ذلك القتلى الذين يسقطون وقت استشهادهم والدماء التي تتدفق غزيرة من أجسادهم الطاهرة .. كما أن ذات النظام السفاح تمسك بتصريح أمريكي من مصدر ثانوي بسيط ينصح فيه المسلحين السوريين بأن لا يثقوا في النظام الذي وعدهم بالإفراجي العفوي والعفوي إن هم سلموا سلاحهم في ظرف أسبوع وراح ينفخ فيه مؤولا له بأن أمريكا تشارك مباشرة في زعزعة الوضع السوري ثم تطور التعامل مع هذا التصريح الهزيل إلى درجة مطالبة جامعة الدول العربية بدراسته ومؤازرة النظام السوري في شكواه من هذا التدخل المريكي السافر وهو سلوك يؤشر على إفلاس تام للنظام القمعي (وللجديث بقية).