منتديات الحرية والتقدم
مرحبا بكم في بيتكم سعدنا بحضوركم ويكون سرورنا أكبر لو تكرمتم بمرافقتنا في هذا الفضاء الذي يمكنه الرقي والازدهار بمساهماتكم
منتديات الحرية والتقدم
مرحبا بكم في بيتكم سعدنا بحضوركم ويكون سرورنا أكبر لو تكرمتم بمرافقتنا في هذا الفضاء الذي يمكنه الرقي والازدهار بمساهماتكم
منتديات الحرية والتقدم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الحرية والتقدم

هذه المنتديات فضاء حر جاد للمساهمات الفكرية ولمختلف أشكال التعبير ذات الاهتمام بموضوع الحرية وارتباطه بالتقدم والرقي في ظروف إنسانية كريمة متنامية ومتواترة الازدهار دون هوادة *** لا يعبر ما ينشر في المنتديات بالضرورة عن موقف الإدارة وهي ليست مسؤولة عنه
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

النظام العالمي الجديد يبرز بسرعة إلى الوجود

الشرق المتكون من روسيا القوة العسكرية الأولى في العالم ... الصين القوة الأولى الاقتصادية والتجارية حاليا .. النمور الآسيوية المتوثبة الصاعدة بسرعة ... مجموعة البريكس بصفة عامة ... أطراف أخرى متعاونة

 

 الحلقة الثامنة من الرغيف المر...رمضان عامي الأوّل بالقرية..

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
رويدة الغيث
مشرفة
مشرفة
رويدة الغيث


عدد المساهمات : 24
تاريخ التسجيل : 06/02/2012

الحلقة الثامنة من الرغيف المر...رمضان عامي الأوّل بالقرية.. Empty
مُساهمةموضوع: الحلقة الثامنة من الرغيف المر...رمضان عامي الأوّل بالقرية..   الحلقة الثامنة من الرغيف المر...رمضان عامي الأوّل بالقرية.. Emptyالخميس أبريل 05, 2012 10:32 pm

رمضان عامي الأول بالقرية...


كان السّكن أوّل مشكلة صادفتني يوم تعييني للعمل في القرية..
تلك القرية التي لها تاريخ قديم ..غير أن قانون العرش الواحد حال دون أن تكون مُجمعا سكنيا يوازي عمر تاريخها ..
فهم لا يتزوجون إلا من بعضهم لا يزوّجون غيرهم...ولا مكان للغريب بينهم..
بعد طول بحثت عثرت على كوخ مهجور بتلة تنتهي عند حدّها القرية وتبدأ من طرفها الآخر البساتين ..
لحظة ما فتحت باب الكوخ علمت أنني أفتح بوابة عمر صعب آت لست أدري مساحة عذابه.. ولا ارتفاع شقائه..
كيف لي أن أنظف كل تلك القذارة...وكيف السبيل لسكناه... كيف ...وكيف؟...
أغلقت الباب وسلكت طريق العودة للمدينة وفي فكري صراع مقولة: " البحر من ورائكم و العدو من أمامكم "..
وكان اليوم الموالي الأول من رمضان الكريم.. بعد الدوام شرعت في تنظيف الكوخ..
كان يتكون من غرفتين .. وجدت الأولى مملوءة بأغصان شجر شوكي يابس.. والأخرى قد تناثرت فيها حجارة
وبقايا مواد بناء .. وبقايا خضر فاسدة...
غبار وتراب يغطي المكان.. بيوت العناكب تتدلى من السقف.. حشرات تدب في كل اتجاه..
بدأت بإخرج الأغصان المتشابكة ببغضها .. كنت كلما سحبت غصنا جرح شوكه كفيّ... وساقيّ...
عراكي مع تراب المكان جعل يدي تبدوان كيدي بناء مُجهد...
النساء عادة ما تجزع من رؤية الفئران..لكنني أجزع من رؤية العناكب...ولا أقوى على رؤيتها حتى بطرف العين ..
فوجدتني ذاك المساء في مواجهة أعداد منها...
كنت أشعر بالفزع وأصرخ كلما ظهر أحدها.. و أكنسه إلى خارج الكوخ .. لا أقوى على قتله...
ولا قتل غيره من أنواع كثيرة من حشرات كانت تفاجئني...
حشرات لم أرها في حياتي..
لم يكن لديّ من حل في مجابهتها سوى أن أغمر أرضية الكوخ بالماء.. و أكنس كل شيء إلى خارجه..
وبينما أنا كذلك شعرت بشيء يتحرك يتسلق ساقي.. نظرت فإذا هو عنكبوت عقرب الريح المريع..
خرجت من الكوخ و أنا أجري و أصرخ في جزع إلى..
لست أدري كيف تخلصت منه ..ربما سقط في لحظة الجزع تلك...
جلست أمام الكوخ أتفحّص ساقي و أنا أبكي..
بعدها شجّعت نفسي ببعض المواقف من شجاعة العظماء.. وتذكرت تضحيات الشهداء من أجل هذا الوطن..
فمسحت دموعي وقررت مواصلة العمل..
نظـّفت الكوخ لكنه كان يحتاج إلى كهرباء.. وإصلاح.. وعدت إلى المدينة..لأتناول إفطار اليوم الأول من رمضان مع أسرتي..
وفي اليوم الموالي حملت معي بعض ما المتاع وقررت أن تكون ليلتي الأولى في الكوخ...
ليلة أختبر فيها صمود شجاعة الأنثى في وجه في وجه زلازل الخوف حيث التي تسجّل أعنف معدلاتها..
وأذن أوّل مغرب لي بالقرية ..جلست إلى مائدة إفطار صامت ..ورويدا رويدا حل الليل..
وأشهر الخوف أسلحته فماتت شجاعتي في أول مواجهة.. ووجدتني أرتعش .. أصغي لكل حركة قد تكون..
ولم أجد حيلة إلا الاختباء في فراشي .. .لم أترك سوى فتحة صغيرة بمقدار ما تنظر عيناي..
كان الخوف يجعل جسدي يحدث أزيزا..وأجد أسناني تصطك..وعضلاتي تتشنج...
ومضى الوقت ثقيلا..وقت كنت أمضيته أعدُّ ثواني الدقيقة الواحدة..ودقائق الساعة الواحدة..
وبعدما مضى من الليل الكثير ..وبلغ بي الانهاك غفوت...
وما هي إلا لحظات حتى شعرت بأطراف حشرة تدب على خدي العلوي....
فاستيقظت في جزع وصراخ..
كانت خنفساء بحجم كبير..بشعة المنظر... مقزّزة..
بعد تلك الليلة القاسية قررت أن أقضي الأيّام المتبقية من رمضان ذهابا وإيابا وإن كانت المسافة مرهقة...
والأصعب من ذلك أنه لا توجد وسائل نقل من القرية إلى المدينة وكان علي الانتظار على رصيف الوطني
عسى أن تمر حافلة أو سيارة أجرة...
قد يطول الانتظار وقد يقصر لا يوجد وقت محدد...
وفي أحد الأيام طال انتظاري .. وآلت الشمس للغروب .. وفجأة رأيت حافلة تقترب.. فاستبشرت.. ورحت ألوّح لها ..
وما لبثت فرحتي أن تبددت حينما اعتذر سائقها بأن لا أماكن شاغرة لديه ومضى...
رفعت بصري إلى السماء والدمع يملأ عيني وقلت "يا رب إلى من تتركني.."..
وما هي إلا لحظات حتى رأيتُ الحافلة تتراجع إلي.. وإذا بالسّائق يفاجئوني قائلا:"سأخالف القانون ..
و لن أتركك هنا.. وفي هذا الوقت..مهما كلفني الأمر.."
كان موقف شهامة معهود من نخوة جزائري غيور.. وانطلقت الحافلة ..
وما هو إلا وقت قصير حتى حان وقت الإفطار..
وكم كان منظر أولئك الركاب جميلا وهم يقتسمون حبات التمر ..و ما توفر لديهم من زاد الطريق في ومزاح.. وضحك صادق ...
لحظتها بكيت لا حزنا على حالي ولكن خشوعا أمام تضامن الجزائريين...

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبد المالك حمروش
المدير العام
المدير العام
عبد المالك حمروش


عدد المساهمات : 2175
تاريخ التسجيل : 10/06/2011
الموقع : منتدبات الحرية والتقدم

الحلقة الثامنة من الرغيف المر...رمضان عامي الأوّل بالقرية.. Empty
مُساهمةموضوع: الحلقة الثامنة من الرغيف المر...رمضان عامي الأوّل بالقرية.. بقلم رويدة الغيث   الحلقة الثامنة من الرغيف المر...رمضان عامي الأوّل بالقرية.. Emptyالجمعة أبريل 06, 2012 3:26 am

وصف بديع وفني أصيل لا تخطئه عين متذوق لعذب الكلام وحصافة التصورات
بيئة مرسومة بدقة بارعة وجمالية مدركة من خلال ذلك الركام من خشونة الريف
وتحليلات اجتماعية نفسية تسبر أغوار النفوس والأعراف المنظمة لحياة الناس
تذكرنا بيوميات كبار الكتاب الذين تناولوا ذات الظروف في أعماق ريف بلدانهم
مما يؤشر على موهبة فذة لا غبار عليها في دنيا اللغة والأدب والفكر والإبداع
هنيئا للأديبة المتميزة رويدة على حلقتها الثامنة هذه الراسخة القدم في عالم الكتابة
الأدبية الأصيلة ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحلقة الثامنة من الرغيف المر...رمضان عامي الأوّل بالقرية..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحلقة الأولى من سلسلة الرغيف المر
» الحلقة الثانية من سلسلة الرغيف المر
» الحلقة الثالثة من سلسلة الرغيف المر
» الحلقة الحادي عشر من الرغيف المر...البدوي الصغير..
» الرغيف المر .. الحلقة الرابعة .. قسم تنيره الشموع .. بقلم: رويدة الغيث

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الحرية والتقدم  :: Votre 1ère catégorie :: Votre 1er forum :: التربية والتعليم والتكوين-
انتقل الى: