رحم الله الرئيس بن بيلا .. الروائي المصري فؤاد قنديل

رحم الله الرئيس بن بيلا .. الروائي المصري فؤاد قنديل

تلقيت خبر رحيل المناضل العربي الكبير والثائر النبيل الرئيس أحمد بن بيلا ببالغ الأسى
أولا لأنه قائد الثورة الجزائرية التي تعد احدى أهم الثورات العربية ضد محتل عنيد
اتسم بالوحشية والصلف والإغراق في التوجه الاستعماري المقيت
وثانيا لأنه كان الرئيس الذي أحب شعبه وناضل من أجله وسعى جاهدا بصبر وفروسية
لوضع الجزائر بلد المليون شهيد والتضحيات الكبري على طريق التقدم والوحدة
ولتنال المكانة الإقليمية والدولية التي تستحقها
وثالثا لتلك الروح الشفافة التي تمتع بها فقد تابعت مسيرته منذ البداية ولمست كم هو شجاع وطاهر ومترفع ، ولمست ذلك شخصيا في لقائي به في طرابلس على مدى يومين إبان إشرافه على جائزة القذافي العالمية لحقوق الإنسان في أولى دوراتها
وكنت مرافقا للبابا شنودة الذي رأى جميع أعضاء مجلس الأمناء وكان يرأسه المناضل أحمد بن بيلا
أن يحصل عليها قداسة البابا كواحد من كبار الداعمين لحقوق الإنسان والوحدة الوطنية والحوار بين الأديان
التقيت بسيادة الرئيس وتحدثنا طويلا في شئون عديدة وكان كريما ومتواضعا وودودا وعاطفيا
وأبدي اهتماما واحتضانا لقداسة البابا ، وتناولت أحاديثه الدقيقة والصادقة أحوال العالم العربي المعاصرة
ولمست في يسر كم يتمتع الرجل بشخصية عذبة وخلوقة إلى الدرجة التي كنت أود معها ألا تنتهي مدة صحبتنا له
.. بن بيلا دون مبالغة من أفضل من قابلت من الرجال والقادة ولا أملك الآن إلا أن أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يعوض الشعب الجزائري العزيز والأمة العربية عن الراحل الغالي بمن يلم شتاتها ويوحد كلمتها وصفوفها ويشجع شبابها على رؤية المستقبل بصورة حضارية وعلمية وإنسانية ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الروائي المصري فؤاد قنديل

وتركك في الدنيا دويا كأنما *** تناول سمع المرء أنمله العشر

قال شاعر العرب البارز أبو الطيب المتنبي

وكذلك فعل الزعيم الفذ الرئيس الجزائري الأول بعد الاستقلال المغفور له أحمد بن بلة .. لو صار ماء البحر مدادا لما كفى لرسم حكاية بن بلة .. رأيت أحدهم يعلق على دوي موت الرجل مستغربا لها منتقدا الجزائريين على ما أظهروه من فجيعة ولوعة لفقدان هذا البطل العظيم .. وتعليقي البسيط على هذا هو أن صاحب هذا الكلام خلال هذه الأيام الحزينة لا يفقه في سوق العظماء شيئا .. لقد اهتزت الدنيا وارتجت لوفاة هذا الزعيم العالمي ولم يكن ذلك ليحصل لولا مكانته المحفوظة في نفوس الشعوب والأمم كزعيم للثورة الجزائرية العظيمة وحيدة عصرها .. ولم ينصبه أحد زعيما كون ثورة الجزائر الكبرى قامت على القيادة الجماعية معادية للزعامة بسبب إفلاس زعيم الحركة الوطنية وتقاعسه عن إعلان الثورة وهو ما أسقطه وأحل محله الزعامة الجماعية إلا أن عبقرية بن بلة اخترقت هذا المنع الصارم وكان إعلانه زعيما للثورة الجزارية من العالم أجمع وليس من ثوار الجزائر أبدا .. فما جاء فجر الاستقلال إلا أن فرضت شخصية الزعيم الموهوب نفسها على الأحداث معتليا منصب الرئاسة في الدولة الفتية .. وحتى بعد الإطاحة به بدون مبرر موضوعي مقنع وبالرغم من جدارة خليفته وعلو مكانته في تاريخ الجزائر المعاصر إلا أنه لم يستطع التغطية على الزعيم بن بلة ولم يقو على حجبه لا على المستوى الشعبي ولا على المستوى العالمي .. وهاهو الزعيم الفذ بن بلة يعود بشعبية منقطعة النظير محلية وإقليمية وعالمية بعد رحيله الفاجعة .. رحمك الله أيها الزعيم العظيم وجعلك في أعلى عليين .. إنا لله وإنا إليه راجعون.

» الرئيس الفعلي لمصر بقلم الدكتور عبد الحليم قنديل
» نص إعلان دستوري جديد أصدره الرئيس المصري
» فيديو.تسجيل لخطاب الرئيس المصري محمد مرسي في ميدان التحرير
» الرئيس المصري د.محمد مرسي يعين الفريق الرئاسي المتكون من نواب ومستشارين
» زيارة المفتي المصري للقدس