إ
[center]علام المراحيض...
كنت أمني النفس بالكتابة عن فوز منتخبنا الوطني في ذهاب المرحلة الأخيرة من تصفيات كأس إفريقيا وإطفاء تلك الفتنة النائمة التي انساق وراءها ضعاف النفس وكأننا أمام سيناريو جديد بعد الذي حدث منذ عامين، ثم استيقظنا نلوم أنفسنا ونلعن من كان السبب فيها، لكن ما فعله الرياضيون الجزائريون في الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة يستدعي تسليط الضوء على هذه الفئة التي همشها الإعلام وتجاهلنها وكأن الذهب لا يستوي إلا إذ طوق عنق الأسوياء ويرخس ثمنه لما يتقلده المعوق!
أربع ميداليات ذهبية.. نعم أربع قلائد من المعدن النفيس عاد بها الجزائريون من لندن و6 فضيات و9 برونزيات، نتائج كانت كفيلة بوضع الجزائر في الصف الثاني عربيا والرابع إفريقيا والمركز 26 عالميا، لكن لم نقرأ ولا "مانشات" واحد في صحفنا، ولم يتصدر خبر فوزهم بهذه الميداليات نشرات الأخبار ولم ينتشر نبأهم في شبكات التواصل الاجتماعي، ولم نقرأ المقالات الممجدة لهم، خاصة من الذين أوهمونا في بداية منافسة الأسوياء أن هناك صحيفة بريطانية تناقر في الجزائر ولا بد من الرد عليها بالذهبيات وفعلها مخلوفي واحتفلنا بنصر ابن الجزائر احتفلوا بنصرهم على الجريدة!!
تفاجأت لما شاهدت في إحدى قنوات هذا البلد الذي تنتمي له الصحيفة العداء الجزائري عبد اللطيف بقة في استوديوهاتها جالسا بكل أناقته يجيب على أسئلة الصحفي ويفتخر بما أنجزه لبلده ..كان كلاما معبرا نابعا من القلب، بينما لم يجد هذا البطل أي أستوديو يستقبله في بلده، أما عن الاستقبال الشعبي والرسمي فغاب الوزير والمتسلقون وأولئك الذين شاهدناهم يتسابقون في القاعة الشرفية يوم وصول مخلوفي حتى تلتقطهم الكاميرات ويظهروا في ثوب المساهمين في هذا النجاح!
لا أدري، هل هذا التجاهل الشعبي و لرسمي مرده إلى أنه لا يستوي السوي والمعوق رغم أننا نحن المعوقين، من باب أن من يكسب 19 ميدالية لا يمكن أن يكون معوقا ولن يكون معوقا، أما من يكسب ميدالية واحدة يتبناها الجميع فهؤلاء هم المعوقين، باستثناء البطل مخلوفي الذي يواصل صنع انتصاراته بعرق جبينه وأموال والده ودعاوي الحاجة والدته والجزائريين من بني جلدته ممن عانوا مثلما عانى..
إذا كانت نظرة المسؤولين لهؤلاء الأبطال بأنهم معوقين ولا يمكن مساواتهم بالأصحاء، فعلى الوزير ومن ينوبه ومن كان قبله ومن سيأتي بعده ومن يعينهم من صفق لهم يوم التعيين أنهم هم المعوقون، وأنهم مصاب،ن بعاهة في العقل تمنعهم من التفكير ومن تمييز الصح من الخطأ وأن بقة ونويوة ورفاقهم الذين شرفونا ورفعوا راية بلدنا في سماء لندن وأسمعونا نشيد قسما أربع مرات ورفعوا راية الجزائر 19 مرة هم الأصحاء في بلدنا، لأن الإعاقة تقاس بالعمل وبالنجاح لا بما ابتلى به الله عباده.
.
آخر الكلام:
ما حدث في مباراة الجزائر وليبيا بالدار البيضاء المغربية لا يشرف لا الجزائر ولا ليبيا، لأن كرة القدم في الأخير هي رياضة قوامها الأخلاق، أما المبارزة والملاكمة والمصارعة الحرة فمكانها في الأولمبياد، حيث أخفق كلا البلدين في كسب ميدالية واحدة في هذه الرياضات القتالية مع التحية الكاملة والخالصة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة التي أثبتت كم نحن معوقين! أما تلك الصحف التي حاولت إعادة سيناريو الجزائر ومصر مع ليبيا ونشرت عناوين مستفزة فقد أعلنت أنه لا فرق بينها وبين ورق الحمام...
المصدر : http://www.echoroukonline.com/ara/opinion/index.1.html