هكذا ننعتق يا عزوز .. يكتبها: سعد بوعقبة

نقطة نظام

هكذا ننعتق يا عزوز

يكتبها: سعد بوعقبة

الخميس 04 أكتوبر 2012

مشكلة الشعب، يا سعد، ليست مع الحبار الذي لم يعرفه الشعب، لا شكلا ولا طعما البتة، وإنما المشكلة مع الخبّاز، أي الخبز، واللقمة المريرة التي أذلوا بها خلق الله. لقد تحوّلت البطاطا إلى مأساة، وتحوّل اللحم إلى قضية من قضايا العصر، وتحوّل الخبز إلى هاجس يؤرق، وتحوّلت الزرودية إلى ''لالاهم''.. وهكذا بقي المواطن حبيسا بين ما يسدّ جوعته، وبين ما يستر جسده. أمة ترفض أن تنعتق، وتبكي عند أعتاب الأسياد، فما العمل؟ عزوز: الجزائر
العمل، يا أخي عزوز، أن نبادر من الآن بأخذ مصير بناء بلدنا بأيدينا، وأن نقلب الطاولة على هؤلاء العجزة الذين يحكموننا، كما فعلوا هم ذلك على الكولون قبل 50 سنة. علينا أن نقتنع بأن التغيير عبر ما هو قائم غير ممكن.. تماما مثلما كان التحرير عبر ما هو قائم في عهد الكولون غير ممكن.
كلنا نتفق أن الغالبية الساحقة من الجزائريين تعتبر ما هو قائما الآن، من أدوات حكم ومؤسسات دستورية، صورية، علاقاتها بالشعب أشدّ سوء من علاقات مؤسسات الكولون بالشعب في .1954 الشعب رافض لما هو قائم من أدوات حكم، تماما مثلما كان الشعب رافضا لمؤسسات الكولون وأتباعهم في بداية الخمسينيات، والمظالم بلغت مداها، ورفض الشعب للحكم ومظالمه بلغ مداه أيضا.. وقد سمعت، مؤخرا، أن العزوف عن الترشح للبلديات قد بلغ مداه هذه المرة، ولم يبق أمام أحزاب البؤس السياسي إلا أن ترشح النطيحة والمتردية لملء القوائم، كما فعلت بقوائم العار التشريعي الماضي، أي أن الانتخابات البلدية الحالية تشبه الانتخابات التي أجراها ديغول سنة 1958! ورفضها الشعب.. لكن، الآن، لم يعد الرفض كافيا.. لابد من البحث عن طريقة لتجاوز هذا الرفض إلى شيء إيجابي، يخلص الشعب مما هو فيه.
الحمد لله، النظام هذا شيّد لنا 135 سجن، أي 20 مرة ما ورثناه من عهد الاستعمار...! والحمد لله، عدد السجون أضعاف مضاعفة لعدد الجامعات، وبهذه السجون أكثـر من 55 ألف سرير، وهو عدد كاف لأن يتسع للعدد المطلوب للنضال من أجل تحرير البلاد مما هي فيه الآن، من سوء إدارة وتسيير لو أخذ الشباب مصير بناء بلده بيده.
لابد أن نكف ويكف الشباب عن عقلية رمي نفسه في البحر للبحث عن النجاة مما هو فيه.. لابد أن يرمي نفسه في السجن من أجل تغيير هذه الحالة البائسة للحكم والحكام.
لا جدوى من السكوت.. ولا جدوى من المعارضة من الخارج.. ولا جدوى من المطالبة بمحاكمة جلاّدينا في الخارج.. ولا جدوى من البحث عن العلاج في الخارج.. ولا جدوى من تهريب ما يسرق من بنوكنا إلى الخارج.. ولا جدوى من بعث نسائنا لبلدان في الخارج للحصول على الجنسيات.
ألم يهاجر أجدادنا إلى فرنسا في الثلاثينيات بحثا عن حلّ؟! ولكنهم عادوا بحزب الشعب الذي وضع القواعد لتحرير البلد، من هنا وليس من هناك.. بناء البلد هو الحلّ.. والبناء يتطلب التغيير، والتغيير لن يكون عبر ما هو قائم.. وهذه مسألة شباب بالدرجة الأولى، هل فهمتم؟!

المصدر

» الكابوس..! .. يكتبها: سعد بوعقبة
» بلا ضوابط.! .. يكتبها: سعد بوعقبة
» ما خفي كان أعظم! .. يكتبها: سعد بوعقبة
» الثروة المهملة؟! .. يكتبها: سعد بوعقبة
» الاهتمام بما تحت الحزام.! .. يكتبها سعد بوعقبة