التّوازنات والتّفاعلات الجيوستراتيجيّة والثّورات العربيّة - الحلقة الثانية
(المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات)
أ و لا : توصيف المشهد الجيوستراتيجي قبل الثّورات العربية
كانت السّمة العامّة للتّغرات الجيوستراتيجيّة في الوطن العربي بعد نهاية الحرب الباردة، تتمثّل في ثبات مصالح القوى العظمى في الوطن العربي، وغياب الفعل العربي الرسمي على السّاحة الدّولية. إذ كان الوطن العربيّ ساحة جيوسياسية مهمّة لتلك المصالح، ولم يكن فاعلًا إستراتيجيا. وتنافست الدّول العربيّة في التّقرب من الولايات المتّحدة، كل واحدة منها على حدة؛ وفي إثبات أهميّتها للحفاظ على مصالحها ونيل حظوتها. وانّ إضعاف العراق بعد حرب الخليج الثّانية، وتلاشي أيّ دور قائد لأيّ دولةٍ عربية، لاسيّما بعد تنازل مصر عن دورها المركزي في الصّراع العربيّ الإسرائيليّ إثر السّلام المنفرد الذي عقدته مع إسرائيل؛ هي عوامل قد ساهمت في دفع القوى العظمى والدّ ول الإقليمية إلى بلورة توجّ هاتها الإستراتيجية، وترصين مواقعها على حساب التّخطيط الإستراتيجي العربي المشترك. وقد استفادت إسرائيل من هذا الواقع؛ إذ أنّ تحالفها مع الغرب، وغياب الدّور العربي، قد حصّناها من أيّ تهديدٍ أمنيّ حقيقيّ من شأنه أن يغير معادلات الصّراع القائمة. وقد تكرس هذا الواقع بعد احتلال العراق.
البقية على الرابط:
المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات
أملنا أن يشجع هذا البحث الهام في بعث حوار مثمر حول هذه الحلقة وغيرها من الحلقات المتتابعة في موضوع الثورة العربية المصيري الحتمي انطلاقا من هذه الدراسة ذات الأهمية الكبرى.